للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم لم تقنع في انتكاسك، وترديتك في ارتكاسك، وارتباكك وانعكاسك، من خلافك الآباء ومشيك القهقرى، والنكوص على الأعقاب، والتسمي بالألقاب، بئس الإسم الفسوق بعد الإيمان، وعصيانك مولاك، وجحدك ولاك، حتى انقلبت على الأدبار، وتحملت عظيم الأوزار، لتقيم دعوةً قد درست، ودولة قد طمست، إنك لمن الغاوين، وإنك لفي ضلال مبين.

أم تريد أن ترد القرون السالفة، والأشخاص الغابرة؟ أما قرأت كتاب السفر، وما فيه من نص وخبر؟ فأين يذهبون إن هي إلا حياتكم الدنيا، تموتون وتظنون أنكم لستم بمبعوثين، " قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسيرٌ ".

أما علمت أن المطيع آخر ولد العباس، وآخر المترايس في الناس؟ أما تراهم " كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَة، فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِّنْ بَاقِيَة "؟ ختم والله الحساب، وطوى الكتاب، وعاد الأمر إلى أهله، والزمان إلى أوله، وأزفت الآزفة، ووقعت الواقعة، وقرعت القارعة، وطلعت الشمس من مغربها، والآية من وطنها، وجيء بالملائكة والنبيين وخسر هنالك المبطلون، هنالك الولاية لله الحق ينصر الله من يشاء، " يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ، وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللهِ شَدِيدٌ ".

فقد ضل عملك، وخاب سعيك، وطلع نحسك، وغاب سعدك، حين آثرت الحياة

<<  <  ج: ص:  >  >>