خرج عسكر من مصر إلى الشام عليه بلتكين التركى أحد اصحاب أفتكين ليكون على دمشق بدل رشيق، وكوتب بشارة بمعاونة العسكر على حرب ابن الجرّاح، ونزل العسكر الرملة، وسار بشارة من طبرية، واجتمعت العرب من قيس إليهم، فكانت الحرب بينهم وبين ابن الجرّاح، فانهزم، وقتل كثير من أصحابه؛ وصار إلى أنطاكية مستجيرا بصاحبها.
وكان الروم قد خرجوا من القسطنطينية فى عسكر عظيم يريدون أرض الشام، فخاف ابن الجرّاح، فكاتب بكجور، وسار بلتكين فنزل على دمشق فى ذى الحجة، فجمع قسّام الرجال من الغوطة وغيرها، ورمّ شعث السور وضبط الأبواب بالرجال، ونصب … (١)
وكان مع قسّام فى البلد منشّا اليهودى على عطاء العسكر وتدبيره، وجيش بن الصمصامة شبه وال فى طائفة من المغاربة، قد ولى بعد خاله أبى محمود، فخرج إلى بلتكين بمن معه، وقد صار معه أيضا بشارة بعسكره، فبعث إلى قسّام أن يسلم البلد، ويكون آمنا هو ومن معه، فأبى.