للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سنة ست عشرة وأربعمائة (١)

فيها أمر الظّاهر بنفى من وجد من الفقهاء المالكيّة وغيرهم. وأمر الدعاة أن يحفّظوا الناس كتاب دعائم الإسلام (٢) وكتاب الوزير يعقوب بن كلس فى الفقه على مذهب آل البيت (٣)؛ وفرض المظاهر لن يحفظ ذلك مالا. وجلس الدعاة بالجامع للمناظرة (٤).

سنة سبع عشرة وأربعمائة (٥)

فيها ثار بالناس فى مصر رعاف عظيم. وزاد النيل فوق المعتاد حتى غرقت القرى (٦).

وفيها سقط الظّاهر عن فرس، وأرجف بموته، ثم عوفى، فتصدّق بمائة ألف دينار، حمل منها إلى مكة والمدينة أربعون ألف دينار، وإلى بلاد الشام عشرون ألف دينار، وإلى بلاد المغرب عشرون ألف دينار، وفرّق بمصر عشرون ألف دينار (٧).


(١) ويوافق أول المحرم منها الرابع من مارس سنة ١٠٢٥.
(٢) لأبى عبد الله محمد بن النعمان الفقيه الداعى الشيعى. نشره السيد آصف على فيضى بالقاهرة. سنة ١٩٥١. ويقول عنه صاحب النجوم الزاهرة فى أثناء الحديث عن سنة ٤١٤ «وفيها توفى محمد بن محمد بن النعمان، أبو عبد الله فقيه الشيعة وشيخ الرافضة وعالمها ومصنف الكتب فى مذهبها، قرأ عليه الرضى والمرتضى وغيرهما من الرافضة، وكان له منزلة عند بنى بويه وعند ملوك الأطراف الرافضة. قلت: كان ضالا مضلا هو ومن قرأ عليه ومن رفع منزلته، فإن الجميع كانوا يقعون فى حق الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين. عليهم من الله ما يستحقونه». النجوم الزاهرة: ٢٥٨:٤.
(٣) وكان يهوديا من أهل بغداد، ثم انتقل إلى الرملة وعمل بها سمسارا، ثم انتقل إلى مصر زمن الإخشيذيين وتولى الوزارة بها، ثم هرب إلى المغرب وعاد إلى مصر فى ركاب الفاطميين، وترقت أحواله حتى تولى الوزارة للعزيز، وألف كتابه هذا فى فقه الشيعة والدعوة الفاطمية، وأنشأ فى قصره مكتبة ضخمة لخدمة مذهب الفاطميين، وعقد به المجالس التعليمية لنشر هذا المذهب. وعند ما مرض مرض الموت بكاه العزيز قائلا له «وددت أنك تباع فأشتريك بمالى وولدى» ودفنه العزيز فى قبة كان قد ابتناها ليدفن هو فيها، وعطل الدواوين أياما لوفاته.
(٤) بهامش الأصل عبارة نصها: بياض نحو سطرين.
(٥) ويوافق أول المحرم منها الثانى والعشرين من فبراير سنة ١٠٢٦.
(٦) وصل النيل هذه السنة ست عشرة ذراعا وسبع أصابع. ويلاحظ أنه وصل فى السنة السابقة ست عشرة ذراعا وأربع أصابع، وفى السنة التالية، ٤١٨، ست عشرة ذراعا وثلاث عشرة إصبعا. النجوم الزاهرة.
(٧) بهامش الأصل عبارة نصها: بياض أربعة أسطر.