(٢) لما اتصل نبأ مقتل عماد الدين زنكى عند قلعة جعبر، حيث كان يحاصرها، بأسد الدين شيركوه ركب من ساعته وقصد خيمة نور الدين محمود وقال له: «اعلم أن الوزير جمال الدين - وزير عماد الدين زنكى - أخذ عسكر الموصل وعزم على تقديم أخيك سيف الدين، وقصده إلى الموصل، وقد أنفذ إلى جمال الدين وأرادنى على اللحاق به فلم أعرج إليه؛ وقد رأيت أن أصيرك إلى حلب وتجعلها كرسى ملكك .. وأنا أعلم أن الأمر يصير جميعه إليك لأن ملك الشام بحلب ومن ملك حلب استظهر على بلاد الشرق». وسار سيف الدين غازى إلى الموصل وبعد أن استقر الأمر له بها اتفق مع أخيه نور الدين على لقاء لتصفية الموقف بينهما بعد أن تخوف كل منهما من الآخر، فتم هذا. انظر كتاب الروضتين: ١١٩:١ - ١٢٣. (٣) زيد ما بين القوسين من الكامل حيث يفصل ابن الأثير ظروف هذا الحدث فيقول إن رجار سير أسطولا كبيرا إليها فقاتلها ثلاثة أيام، وسمع الفرنج فى اليوم الثالث ضجة عظيمة سببها أن أهل طرابلس كانوا قد اختلفوا قبل وصول الفرنج بأيام فطرد بعضهم بنى مطروح وقدموا عليهم رجلا من الملثمين كان قد قدم فى طريقه إلى الحج، فلما هاجم الفرنج المدينة أعاد الآخرون ابن مطروح إلى ولايتها فنشبت حرب أهلية بين الجماعتين، فانتهز الفرنج السانحة وملكوا المدينة وقتلوا ونهبوا وأسروا، ثم عمروها وجددوا أسوارها وحصنوها وولوا عليها رجلا من بنى مطروح. الكامل: ٤١:١١.