للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة (١)

فى نصف صفر قدم الحاجّ.

وفى ربيع الأول قرئ سجل برفع المنكرات وإبطالها وبمنع ذلك، فختم على عدة مواضع فيها المسكرات لتراق.

وابتدئ فى عمارة جامع راشدة (٢)، وكان مكانه كنيسة فبنى جامعا، وأقيمت فيه الجمعة، وفى ثامن جمادى الآخرة ضربت رقبة فهد بن إبراهيم، وله منذ نظر فى الرئاسة خمس سنين وتسعة أشهر واثنا عشر يوما. فحمل أخوه أبو غالب إلى سقيفة القصر من مال أخيه فهد جرايات فيها خمسمائة ألف دينار. فلما خرج الحاكم سأل عنها فعرّف خبرها، فأعرض عنها؛ وبقيت هناك مدة ثم أمر بها فردّت إلى أولاد فهد، وقال إنا لم نقتله على مال؛ فحملت إليهم، ثم رفع أصحاب الأخبار عن أبى غالب كلمة تكلّم بها، فقتل وأحرق بالنّار.

وخلع على أبى الحسن على بن عمر بن العداس مكانه، وخلع على ابنه محمد بن على، وعلى الحسين بن طاهر الوزان، وحملوا فى رابع عشره.

وسار الأمير ياروخ متقلدا طبرية وأعمالها.

وقبضت أموال من قبض عليه من النصارى الكتاب.


(١) ويوافق أول المحرم منها العشرين من نوفمبر سنة ١٠٠١.
(٢) ويذكر النويرى فى نهاية الأرب أن ابتداء عمارته كان فى سابع عشر ربيع الآخر سنة ٣٩٣. ويذكر فى سبب إنشائه أن أبا المنصور الزيات الكاتب زرع هذا الموضع وبنى للنصارى فيه كنيسة، فرفع أمره إلى الحاكم فأمر بهدم الكنيسة وأن يجعل موضعها مسجد، ثم أمر بتوسعته فخربت مقابر اليهود والنصارى، وبنى فيه منبر من طين. وعرف الجامع بهذا الاسم نسبة إلى أنه يقع فى خطة راشدة ابن أدب بن جديلة، من لخم، بالفسطاط، وكانت بالجبل المطل على بركة الحبش وهو الجبل المعروف بالرصد. ولا وجود الآن لهذا المسجد وموقعه بحى «إسطبل عنتر» بأثر النبى. الخطط: ٢٨٢:٢.