للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها صلّى الحاكم بالمصلّى صلاة العيد يوم النّحر بالناس وخطب على رسمه.

وورد الخبر من مدينة قوص بأنّ شدّة نزلت بهم من برق ورعد ومطر وحجارة نزلت من السماء، منها ما لم يسمع بمثله، وأنهم زلزلوا زلزلة شديدة قصفت النخل والجميز، واقتلعت خمسمائة نخلة من أصولها. وانبثق بقوص وأعمالها زرقة خضراء على ظهر الأرض، وغرقت عدة مراكب مشحونة بغلال تساوى أموالا كثيرة.

وفيها كتب الحاكم بأمر الله مع الشريف الداعى علىّ بن عبد الله سجلّين لأبى مناد باديس ابن يوسف بن زيرى (١)، أحدهما بولايته المغرب وتلقيبه نصير دولة الحاكم، والثانى بوفاة العزيز بالله وخلافة الحاكم وأخذه العهد على بنى مناد. فأنزل وأكرم وأخذ العهد على جميع قبائل صنهاجة وعمومهم بالبيعة للحاكم فى جمادى الآخرة، ثم عاد، فقدم إلى القاهرة يوم الخميس لليلتين خلتا من جمادى الآخرة بعد أن وصله نصير الدولة بمال جليل وثياب وخيول.


(١) ولد فى ربيع الأول سنة ٣٧٤، وبهذا نجده حين ولاه الحاكم بأمر الله ولاية المغرب شابا حدثا فى الرابعة عشرة من عمره، ولعل سر ذلك أنه من أسرة بدأت مجدها فى طاعة الفاطميين، وتولى رجالها الحكم فى صنهاجة والمغرب الأوسط، وكانت عاصمتهم القيروان، انظر معجم الأنساب لزامباور.