(٢) الأصل فى هذا أن استحقاق الخراج وجباته منوطان بالزروع والثمار من حيث إن الخراج يؤخذ من متحصل ذلك، والزروع والثمار مرتبطة بالشهور والسنين الشمسية إذ أن كل نوع منها يظهر فى وقت من أوقاتها لا يتحول عند للزوم كل شهر منها وقتا بعينه من صيف أو شتاء أو ربيع أو خريف. واستخراج الخراج فى الإسلام مرتبط بتاريخ الهجرة وشهورة تنتقل من وقت إلى وقت، فربما كان استحقاق الخراج فى أول سنة من السنين العربية ثم يترك الحال إلى أن يصير فى أواخرها ثم فى السنة التالية فيصير الخراج منسوبا للسنة السابقة واستحقاقه فى السنة اللاحقة، فيحتاج حينئذ إلى تحويل السنة الخراجية السابقة إلى التى بعدها. وقد ورد فى متجددات سنة سبع وستين وخمسمائة: كتب القاضى الفاضل، ونقل المقريزى من خطه: «مستهل المحرم. نسخ منشور بنقل السنة الخراجية إلى السنة الهلالية والمطابقة بين اسميهما لموافقة الشهور العربية للشهور القبطية وخلو سنة سبع من نوروز، فنقلت سنة خمس وستين الخراجية إلى هذه السنة، وكان آخر نقل نقلته هذه السنة فى الأيام الأفضلية (يعنى أيام الأفضل بن بدر الجمالى) فإن سنة ثمان وتسعين وأربعمائة وسنة تسع وتسعين الخراجيتين نقلتا إلى سنة إحدى وخمسمائة. وسبب هذا الانفراج بينهما زيادة عدد السنة الشمسية على السنة الهلالية أحد عشر يوما وإغفال النقل فى سنة ثلاث وثلاثين فى أيام الوزير الأفضل رضوان بن ولخشى، وانسحب ذيل هذه الزيادة وتداخل السنين بعضها إلى بعض إلى أن صار التفاوت بينها سنتين فى هذه السنة، فنقلت. وهو انتقال لا يتعدى التسمية ولا يتجاوز اللفظ ولا ينقص مالا لديوان ولا لمقطع. وإنما يقصد به إزالة الالتباس، وحل الإشكال» اهـ. المواعظ والاعتبار: ٢٨١:١ - ٢٨٢. ونقل السنة الخراجية إلى التى تليها يحدث مرة كل ثلاث وثلاثين سنة ذلك أنه إذا اتفق أن يكون أول الهلالية موافقا لمدخل السنة الخراجية (مع يوم النيروز)، وكانت نسبتهما واحدة استمر اتفاق التسمية فيهما وبقى ذلك جاريا عليهما، ثم يحدث التداخل حتى تنقضى ثلاث وثلاثون سنة فيطل التداخل وتخلو السنة الهلالية من نوروز ويكون التفاوت سنة واحدة، فيحتاج الأمر إلى نقل السنة الشمسية إلى التى تليها. وفائدة النقل ألا تخلو السنة الهلالية من مال خاص ينسب إلى السنة الموافقة لها لأن واجبات العسكر وأرزاق المرتزقة جارية على السنة الهلالية. نفس المصدر: ٢٨٠ - ٢٨١. راجع الدراسة التفصيلية لهذا منسوبة إلى جذورها التاريخية فى نفس المصدر: ٢٧٣ - ٢٨٥؛ صبح الأعشى: ١٣: ٥٤ - ٦٢.