للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ودخلت سنة تسع وخمسين وثلاثمائة]

وفى المحرم أنفذ بشير (١) الإخشيدى من تنّيس نحو مائة وخمسين رجلا طيف بهم.

وكثر الفساد فى الطرق فضرب جوهر أعناق جماعة وصلبهم فى السكك.

ولاثنتى عشرة بقيت منه سار جعفر بن فلاح بن أبى مرزوق إلى الشام، وقاتل القرامطة بالرملة وهزمهم، وأسر الحسين بن عبيد الله بن طغج وجماعة، وبعثهم فى القيود إلى جوهر.

وسيّر جوهر إلى الصعيد فى البر والبحر.

وفى ربيع الأول قبض على دواب الإخشيدية والكافورية، وصرفهم مشاة، وأمرهم بطلب المعيشة.

وسيّر الهديّة جعفر بن الفضل بن الفرات مع ابنه أحمد فى ربيع الآخر.

وفى سلخ ربيع الآخر زاد الغلاء، ونزعت الأسعار؛ وتوفى أبو جعفر المحتسب، فردّ جوهر أمر الحسبة إلى سليمان بن عزّة. فضبط الساحل، وجمع القماحين فى موضع واحد؛ ولم يدع كف قمح يجمع إلا بحضرته؛ وضرب أحد عشر رجلا من الطحانين وطيف بهم.

وفى يوم الجمعة لثمان خلون من جمادى الأولى صلى جوهر الجمعة فى جامع ابن طولون، وأذّن المؤذنون بحى على خير العمل، وهو أول ما أذن به بمصر (٢)، وصلى به عبد السميع الجمعة فقرأ سورة الجمعة: و «إِذا جاءَكَ الْمُنافِقُونَ» وقنت (٣) فى الركعة الثانية، وانحطّ إلى


(١) كذا فى الأصل، وفى (ج): «تبر»
(٢) ذكر (المقريزى: الخطط، ج ٤، ص ٤٤ - ٤٩) تأريخا للأذان فى مصر منذ دخلها الاسلام، فقال انه كان بها أولا كأذان أهل المدينة الى أن دخل جوهر، فأمر فى التاريخ المذكور فى المتن فأذن بحى على خير العمل، ثم ذكر هناك تفصيلات وافية عن تطور الأذان بعد ذلك الى عهده.
(٣) جاء فى هامش نسخة (ج) أمام هذا اللفظ ما يلى:
«عن طاوس وابراهيم قالا: القنوت فى الجمعة بدعة، وكان مكحول يكرهه، ولا يوجد عن أحد من الصحابة أنه قنت فى الجمعة، وقال أبو بكر بن أبى شيبة: نا يحيى بن أبى بكير قال جد أبى قال: «أدركت الناس قبل عمر بن عبد العزيز يقنتون فى الجمعة، فلما كان زمن عمر ابن عبد العزيز ترك القنوت فى الجمعة».