للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ذكر قدوم المعز لدين الله أبى تميم معد الى مصر وحلوله بالقصر من القاهرة المعزية]

وما كان من ولاية الخلفاء من بعده حتى انقضت أيامهم وأناخ بهم حمامهم.

فى يوم الاثنين لثمان بقين من شوال سنة إحدى وستين وثلاثمائة دخل المعز لدين الله إفريقية.

وفى يوم الاثنين رابع عشرين (١) جمادى الأولى سنة ثنتى وستين نزل بقصره خارج برقة.

ووصل إلى الإسكندرية يوم الجمعة لست بقين من شعبان، ونزل تحت منارتها ثم سار.

ونزل المعز إلى الجيزة فخرج إليه جماعة من بقى، وعقد جوهر جسر (٢) الجيزة، وعقد جسرا آخر عند المختار بالجزيرة حتى سار عليه إلى الفسطاط، ثم إلى القاهرة. وزينت له الفسطاط فلم يشقها، ودخل معه جميع من كان وفد إليه، وجميع أولاده وأخوته وعمومته، وسائر ولد المهدى، وأدخل معه توابيت آبائه: المهدى والقائم والمنصور. وكان دخوله إلى القاهرة، وحصوله فى قصره يوم الثلاثاء لسبع خلون من شهر رمضان سنة اثنتين وستين وثلاثمائة، فصارت مصر دار خلافة بعد أن كانت دار إمارة.

قال الفقيه الحسن بن إبراهيم بن زولاق ومن خطه نقلت -:


(١) كذا فى الأصل، وفى (ج): «أربع عشر».
(٢) كان يربط الجزيرة بالفسطاط فى العصر الاسلامى جسر يمر عليه الناس والدواب، كما كان يربطها بالجيزة جسر آخر، وكان هذان الجسران - كما يروى (المقريزى: الخطط، ج ٣، ص ٢٧٦) يتكونان من مراكب مصطفة بعضها بحذاء بعض، وهى موثقة، ومن فوق المراكب أخشاب ممتدة فوقها تراب، وكان عرض الجسر ثلاث قصبات. انظر كذلك (ابن حوقل: المسالك والممالك، ص ٩٦) و (صبح الأعشى، ج ٣، ص ٣٣٥).