للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي أول ذي القعدة برزت قافلة الحاج إلى مصلى القاهرة، ثم رفعت إلى جب عميرة في سابعه، وسارت ليلة العاشر منه بالكسوة للكعبة والرسوم على العادة.

وفيه كسر الخليج والماء على خمسة عشر ذراعا وسبعة أصابع، وهو آخر يوم من مسرى. وحضر الحاكم وعلى رأسه تاج مكلل بالجواهر. ونودي في الناس بأن يلعبوا بالماء في النوروز على عادتهم، ففعلوا.

ونزل الحاكم يوم النحر إلى المصلى، فصلى بالناس وخطب، ونحر بها ثلاث بدن، وعاد إلى القصر فحضر السماط، ثم نحر في الملعب إحدى وعشرين بدنة؛ وواصل النحر أياماً.

وفيها قتل القاضي حسين بن النعمان؛ ضربت رقبته ثم أحرق بالنار. وذلك أن متظلما رفع رقعةً إلى الحاكم يذكر فيها أن أباه توفي وترك له عشرين ألف دينار. وأنها في ديوان القاضي، وقد أخذ منها رزق أوقاف معلومة، وأن القاضي حسين بن النعمان عرفه أن ماله قد نجز. فدعا به وأوقفه على الرقعة، فقال كقوله للرجل من أنه قد استوفى ماله من أجرة. وأمر بإحضار ديوان القاضي، فأحضر من ساعته، فوجد أن الذي وصل إلى الرجل أيسر ماله. فعدد على القاضي حسين ما أقطعه وأجرى له وما أزاح من علله لئلا يتعرض إلى ما نهاه عنه من هذا وأمثاله. فقال: العفو والتوبة؛ فأمر به فضربت عنقه وأحرق.

وقتل عدة أناس يزيد عددهم على مائة نفس؛ ضربت أعناقهم وصلبوا، وقتل عبد الأعلى بن هاشم من القرابة، لأنه كان يتحدث بأنه يلي الخلافة، وأنه كان يجمع قوما ويعدهم بولاية الأعمال. وقد تقدم خبره.

<<  <  ج: ص:  >  >>