الحافظ، فإذا هو مسجى بثوب ملاءة، فكشف عن وجهه وأخرج من وسطه سكينا وغرزه في عدة مواضع من بدنه حتى تيقن أنه ميت، وانصرف إلى أصحابه وأخبرهم فتفرقوا.
وكان تاج الدولة بهرا الأرمني قد انفلت من حسن بن الحافظ وولي الغربية؛ فلما علم أن النفوس جميعها من البدو والحضر قد انحرفت عن حسن جمع مقطعي الغربية والأرمن والعربان وطلب القاهرة، ويقال كان ذلك بمباطنة من الحافظ، فما وصل إلى القاهرة حتى غابت حشوده في القرى والضياع ونهبوها.
وعندما وصل إلى القاهرة، يوم الخميس وقت العصر، الحادي عشر من جمادى الآخرة التف عليه من بها من الأمراء والأجناد وأبادوا أكثر الجيوشية والإسكندرية والفرحية ومن يقول بقولهم من الغز الغرباء. ونهب أوباش الناس ما قدروا عليه.
ولما قتل حسن وسكنت الدهماء قبض الحافظ على الطبيب ابن قرقة وقتله بخزانة البنود، وارتجع جمع أملاكه وموجوده، وكان يلي الاستعمالات بدار الديباج وخزائن السلاح والسروج. وأنعم على أبي منصور الطبيب وجعله رئيساً على اليهود وصارت له نعم جليلة.
وفيها كانت وزارة بهرام الأرمني النصراني الملقب تاج الدولة. وكان السبب في ولايته الوزارة أنه جرت فتنة بين الأجناد والسودان عندما قتل حسن بن الحافظ قوي فيها السودان على الأجناد وأخرجوهم من القاهرة، فإن السودان كانوا مع حسن دون الأجناد، فإنهم