للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سنة عشرين وأربعمائة (١):

فيها كانت فتنة بمصر بين المغاربة والأتراك، قتل فيها جماعة، وكان الظّفر للأتراك؛ ثم استظهرت المغاربة بمعاونة العامّة لهم، فقتلوا عدّة كثيرة من الأتراك، وأخرجوا من بقى منهم عن مصر. وكان خبط عظيم، فأخرج الظّاهر رأسه من المنظرة وأشار إلى النّاس، فقبّلوا الأرض؛ ثم بعث إليهم بالصّلح، فمشى الدّعاة بينهم حتى اصطلحوا.

وفيه بعث المعزّ بن المنصور بن بلكّين بن زيرى (٢) هديّة فيها عشرون جارية لم ير كحسنهنّ، وعلى نهودهنّ حقاق الفضة؛ وثلاثة أفراس، فيها كميت بسرج ذهب زنته قنطار ذهب، وأشقر بسرج لؤلؤ، وأدهم (٣) بسرج فضة زنتها قنطار؛ وثلاثة آلاف منا (٤) زعفرانا؛ وخمسون درقة بأغشية ديباج، واثنا عشر صقلبيّا؛ وعشرون خادما سودا؛ وألف وخمسمائة ثوب خزّ وأربعمائة غفارة؛ ورماح كثيرة جدا؛ وألف قنطار شمعا؛ وثياب سوسيّة وصقليّة؛ وعمائهم عدّة ألوف. فجلس الظاهر فى الإيوان على السرير الذهب، وقرئ عليه كتابه، وعرضت هديته فى يوم الأحد


(١) ويوافق أول المحرم منها العشرين من يناير سنة ١٠٢٩. ويلاحظ أنه لم يذكر عنوانا أو أخبارا لسنة ٤١٩. وقد سبق مثل ذلك.
(٢) شرف الدولة المعز بن ناصر الدولة أبى مناد باديس بن عدة العزيز بالله المنصور بن يوسف، ويعرف - شهرة - بالمعز بن باديس.
(٣) الكميت من الخيل بين الأسود والأحمر، ويفرق بينه وبين الأشقر بالعرف والذنب، فإن كانا أحمرين فهو أشقر وإن كانا أسودين فهو الكميت. والدهمة السواد، ويقال فرس أدهم وبعير أدهم إذا اشتدت ورقته حتى ذهب بياضه. المصباح المنير.
(٤) المن: نوع من الأرطال وهو مائتا درهم وستون درهما. قوانين الدواوين: ٣٦٢. والمنا الذى يكال به السمن وغيره، وقيل الذى يوزن به، رطلان. المصباح المنير. والمن: المنا، وهو رطلان والجمع أمنان. مختار الصحاح.