أرزاقهم وشيئا آخر على سبيل الصلة؛ وسكنت الأمور واستقامت الأحوال؛ وكتب له المستنصر سجلا بإقراره على الوزارة.
وفيها سير من القاهرة مبلغ ألفي دينار على يد بدوي لعمارة قنطرة الجاروفة التي منها شرب الكوفة، وقد خربت وفسدت الجهات التي تحتها بفسادها. وكانت تلك الجهات جاريةً في إقطاع العربان بالعراق، فأريد بذلك استمالة من هناك إلى الطاعة؛ فقام بنو خفاجة مع البدوي في الإنفاق على عمارة القنطرة. فبلغ ذلك الخليفة القادر بالله أبا العباس أحمد بن اسحق بن المقتدر، فلم يجد مالاً يبعثه عوضاً من المال المذكور، ولم يمكنه الرد، فدعته الضرورة إلى التغاضي. فشرع البدوي في العمل، ثم منع بعد ما تم منه جانب كبير.