للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سنة ست وأربعمائة (١):

فيها عرض الاستيمار (٢) على الحاكم بأسماء الفقهاء والقرّاء والمؤذّنين بالقاهرة ومصر، فكانت جملته فى كل سنة واحدا وسبعين ألفا وسبعمائة وثلاثة وثلاثين دينارا وثلثى وربع دينار؛ فأمضى جميع ذلك.

وفيها زاد ماء النيل وغرق الضياع، وغلت الأسعار، وهلكت البساتين، وامتلأ كل مكان من المدينة، وغرق المقياس وانتهت الزيادة إلى ثلاث أصابع من إحدى وعشرين ذراعا؛ وبلغ الماء إلى نصف النخل مما يلى بركة الحبش، وغرق المعتوق (٣)!. ولم يبق طريق يسلك إلى القاهرة إلاّ من الشارع والصحراء.


(١) ويوافق أول المحرم منها الحادى والعشرين من يونيو سنة ١٠١٥.
(٢) فى اللغة الاستثمار: المشاورة. ويذكر المرحوم الأستاذ الدكتور محمد مصطفى زيادة أن معنى الاستيمار المجلس، وذلك فى شرح قول المقريزى: «وفيها رسم بعمل استيمار يجمع أرباب الرواتب والرزق ليحضروا بتواقيعهم للعرض، ويقطع من يختار منهم» اه. ويبدو أن المقصود - كما يفهم من هذا النص ومن المتن هنا - القائمة الرسمية التى تحوى أسماء … » للاعتماد. ولعل هذا كان الأصل فى استعمال كلمة «الاستئمار» التى تستخدم حاليا فى أمور رسمية تستدعى الاعتماد والموافقة: مثل استئمارة المرتبات، استئمارة التقديم إلى المدارس، استئمارة التقدم لشغل الوظائف. راجع السلوك: ٨٥:١.
(٣) هكذا فى المتن. وسيرد فى أحداث سنة ٤١٥ أنها من أعمال الكوم الأحمر عند فم الخليج على جانبه الغربى.