للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سنة خمسمائة (١):

أهلّت والخليفة بمصر الآمر بأحكام الله، ومدبّر سلطنة مصر الأفضل شاهنشاه بن أمير الجيوش بدر الجمالى، وليس للآمر معه حل ولا ربط، وليس له من الأمر سوى اسم الخلافة، والذى فى مملكته ديار مصر وغزة وعسقلان وصور وطرابلس لا غير.

وفيها بنى الأفضل دار الملك بشاطئ النيل من لدن مصر (٢).

وفيها سار متولّى صور فأوقع بالفرنج على تبنين (٣)، فقتل واسر جماعة، وعاد إلى صور؛ فسار بغدوين إليه من طبريّة؛ فركب طغتكين من دمشق، وأخذ للفرنج حصنا بالقرب من طبرية وأسر من كان فيه منهم.

وفيها ملك قلج بن أرسلان بن سليمان بن قطلمش بن أرسلان بيغو بن سلجوق، صاحب قونية، الموصل فى شهر رجب، فقتل فى ذى القعدة منها (٤)، وقام بعده بقونية وآق سرا ابنه مسعود (٥).


(١) ويوافق أول المحرم منها الثانى من سبتمبر سنة ١١٠٦.
(٢) كانت من مناظر الفاطميين. بدأ الأفضل بناءها سنة إحدى وخمسمائة، ولما كملت انتقل إليها وسكنها وحول إليها الدواوين من القصر وجعل فيها الأسمطة واتخذ بها مجلسا سماه مجلس العطايا. فلما قتل الأفضل صارت الدار من جملة متنزهات الفاطميين، وظلت كذلك حتى حولها الملك الكامل الأيوبى إلى المتجر الرسمى للدولة. وكانت آخر مكان يصل إليه موكب الخليفة إذا خرج إلى الجامع العتيق بمصر القديمة الحالية فى موكب أول العام. المواعظ والاعتبار: ٤٨٣:١ - ٤٨٤.
(٣) بلدة فى جبال بنى عامر المطلة على بانياس فى طريق دمشق - صور. معجم البلدان: ٣٦٤:٢.
(٤) مات قلج أرسلان فى حربه ضد جاولى سقاوه الذى تحالف مع رضوان صاحب حلب ضده، وكانت وفاته غرقا فى نهر الخابور إذ ألقى بنفسه به ليحمى نفسه من النشاب، فانحدر به فرسه إلى ماء عميق فغرق وظهرت جثته بعد أيام. الكامل: ١٥٠:١٠ - ١٥١.
(٥) كان قلج أرسلان قد استخلف ابنه ملكشاه عند ما خرج فى اتجاه الرها والموصل ونصيبين فى الحرب التى انتهت بغرقه فى نهر الخابور، وكان عمره إحدى عشرة سنة. وبهذا يظهر أن مسعودا ركن الدين (أو عز الدين) لم يخلف قلج أرسلان، ذلك أن مسعودا تولى سلطنة قونية وآق سرا فى سنة ٥١٠. نفس المصدر. انظر أيضا معجم الأنساب.