للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الصناديقى]

وفيها استولى النجار أبو القاسم الحسن بن فرج الصناديقى على اليمن، وكانت جيوشه بالمذيخرة (١) وسهفنة (٢)، وكان ابن أبى الفوارس - أحد دعاة عبدان - أنفذه داعيا إلى اليمن، وكان من أهل النرس (٣) - موضع يعمل فيه الثياب النرسى، وكان يعمل من الكتان - فصار إلى اليمن، ودخل فى دعوته خلق كثير، فأظهر العظائم وقتل الأطفال، وسبا النساء، وتسمّى برب العزّة، وكان يكاتب بذلك، وأعلن سبّ النبى وسائر الأنبياء، واتخذ دارا خاصة (٤) سماها «دار الصفوة» يجتمع فيها النساء ويأمر الرجال بمخالطتهن ووطئهن، ويحفظ من تحبل منهن فى تلك الليلة ومن تلد من ذلك، ويتخذ تلك الأولاد لنفسه خولا، ويسميهم «أولاد الصّفوة».

قال بعضهم:

«دخلت إليها لأنظر فسمعت امرأة تقول: «يا بنى»، فقال: يا أمة نريد أن نمضى أمر ولى الله فينا».

وكان يقول: «إذا فعلتم هذا لم يتميز مال من مال، ولا ولد من ولد، فتكونوا كنفس واحدة».

فعظمت فتنته باليمن، وأجلى أكثر أهله عنه، وأجلى السلطان، وقاتل أبا القاسم محمدا


(١) عرفها ياقوت بأنها قلعة حصينة فى رأس جبل صبر من أعمال صنعاء باليمن.
(٢) (ج): «سهغنة» وما بالأصل هو الصواب، وسهفنة قرية قبلى الجند على ثلاث مراحل منها لدى سفال، وتسمى الآن سفنة، بحذف الهاء على التخفيف. انظر: (عمر بن على ابن سمرة الجعدى: طبقات فقهاء اليمن، نشر فؤاد السيد، ص ٣١٨).
(٣) ذكر ياقوت أن نرس نهر يأخذ من الفرات، عليه عدة قرى، واليه تنسب الثياب النرسية، وقال صاحب تاج العروس: نرس - بالفتح ثم السكون - بلدة بالعراق .. منها الثياب النرسية.
(٤) (ج): «دار افاضة» وهو خطأ واضح.