للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سنة خمس وتسعين وثلاثمائة (١):

فى سابع محرم قرئ سجل فى الجوامع يأمر اليهود والنصارى بشدّ الزّنّار ولبس الغيار (٢)، وشعارهم بالسواد شعار الغاصبين العباسيين.

وفيه فحش كثير وقدح فى حقّ الشيخين .

وقرئ سجل فى الأطعمة بالمنع من أكل الملوخية المحبّبة كانت لمعاوية بن أبى سفيان، والبقلة المسماة بالجرجير المنسوبة إلى عائشة ، والمتوكلية المنسوبة إلى المتوكل (٣).

وفيه المنع من عجن الخبز بالرجل، والمنع من أكل الدلنيس (٤)، والمنع من ذبح البقر التى لا عاقبة لا عاقبة لها إلا فى أيام الأضاحى، وما سواها من الأيام لا يذبح منها إلاّ ما لا يصلح للحرث.

وفيه النكير على النّخّاسين والتشديد عليهم فى المنع من بيع العبيد والإماء لأهل الذمة.

وقرئ سجّل آخر بأن يؤذّن لصلاة الظهر فى أول الساعة السابعة، ويؤذّن لصلاة العصر فى أول الساعة التاسعة. وإصلاح المكاييل والموازين والنهى عن البخس فيهما، والمنع من بيع الفقّاع (٥) وعمله البتّة لما يؤثر عن علىّ من كراهة شرب الفقّاع.

وضرب فى الطرقات بالأجراس ونودى ألا يدخل الحمام أحد إلاّ بمئزر؛ وألا تكشف امرأة وجهها فى طريق ولا خلف جنازة، ولا تتبرّج. ولا يباع شيء من السمك بغير قشر،


(١) ويوافق أول المحرم منها الثامن عشر من أكتوبر سنة ١٠٠٤.
(٢) تكرر هذا أيام الفاطميين، فكان لا يسمح لأهل الذمة باستخدام المسلمين فى الأعمال الحقيرة، وفرض عليهم شد الزنار حول أوساطهم وحمل الصلبان أو القرامى بزنة خمسة أرطال فى أعناقهم.
(٣) عرف المتوكل بكراهة العلويين، ومن صور ذلك أنه أمر بهدم قبر الحسين بن على بكربلاء ويهدم ما حوله من المنازل والدور وأن يحرث ويبذر ويسقى، ويمنع الناس من إتيانه أو زيارته.
(٤) نوع من السمك الصغير لا قشر له.
(٥) شراب كالرمان، سمى به لما يرتفع فى رأسه من الزبد. القاموس المحيط. ويصنع هذا الشراب من الشعير. النجوم الزاهرة: ٩:٤.