للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سنة سبع وتسعين وأربعمائة (١):

فيها نازل بغدوين، ملك الفرنج وصاحب القدس، ثغر عكا وحاصر أهله وألحّ عليهم حتّى ملكه. وكان فيه من قبل الأفضل يومئذ زهر الدّولة بنا الجيوشى، ففرّ إلى دمشق (٢)؛ وصار إلى ظهير الدّين (٣) أتابك، فأكرمه وأحسن إليه، ثم جهّزه إلى الأفضل فأنكر عليه وهدّده على تضييع الثغر. ولم تعد بعدها عكّا إلى المسلمين.


(١) ويوافق أول المحرم منها الخامس من أكتوبر سنة ١١٠٣.
(٢) وقد استعان بلدوين فى هذه المعركة بالجنويين وأسطولهم، برا وبحرا، وكانوا قبل ذلك قد ملكوا ثغر جبيل فى نيف وتسعين مركبا. ولشدة الهجوم وكثرة عدد المهاجمين من البر والبحر وليأس زهر الدولة من وصول المدد والمعونة خرج من البلد منهزما ولجأ إلى دمشق. ذيل تاريخ دمشق: ١٤٤.
(٣) فى الأصل ظهير الدولة، وهو خطأ. والمقصود به ظهير الدين طغتكين أتابك الملك دقاق بن تتش صاحب دمشق، ثم مؤسس الدولة البورية فيما بعد.