للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سنة ثمان وأربعمائة (١):

قدم مصر داع عجمى (٢) اسمه محمد بن اسماعيل الدّرزى واتصل بالحاكم فأنعم عليه. ودعا الناس إلى القول بإلهية الحاكم، فأنكر الناس عليه ذلك، ووثب به أحد الأتراك ومحمد فى موكب الحاكم فقتله، وثارت الفتنة، فنهبت داره وغلقت أبواب القاهرة. واستمرت الفتنة ثلاثة أيام قتل فيها جماعة من الدّرزية، وقبض على التركى قاتل الدّرزى وحبس ثم قتل.

ثم ظهر داع آخر اسمه حمزة بن أحمد، وتلقّب بالهادى، وأقام بمسجد تبر خارج القاهرة، ودعا إلى مقالة الدّرزى، وبث دعاته فى أعمال مصر والشام، وترخّص فى أعمال الشريعة، وأباح الأمهات والبنات ونحوهن؛ وأسقط جميع التكاليف فى الصّلاة والصّوم ونحو ذلك. فاستجاب له خلق كثير، فظهر من حينئذ مذهب الدّرزية ببلاد صيدا وبيروت وساحل الشام (٣).


(١) ويوافق أول المحرم منها الثلاثين من مايو سنة ١٠١٧. ويلاحظ أنه لم يتحدث عن سنة ٤٠٧. وقد سبق مثل ذلك، وسيرد مثله أيضا.
(٢) فى الأصل داعيا عجميا.
(٣) وهو أعجمى من الزوزن ويلقب باللباد وعرف بهادى المستجيبين، واتخذ لنفسه رجالا لقبهم بألقاب خاصة منهم رجل يقال له سفير القدرة. نهاية الأرب للنويرى. ومسجد تبر المذكور خارج القاهرة، وكان يسمى أيضا مسجد التبن، والبئر، والجميزة، أنشأه تبر أحد أمراء كافور الاخشيذى، وقد اشترك فى مقاومة الفاطميين لدى دخولهم مصر، وقبض عليه بالشام بعد أن فر إليها، وضرب، وقتل، وسلخ، وصلب. الخطط: ٤١٣:٢.