للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سنة خمس وثلاثين وأربعمائة (١):

فيها قطع المعزّ بن باديس الخطبة للمستنصر، ودعا ببلاد إفريقية للخليفة القائم بأمر الله العباسى، فبعث إليه الخلع من بغداد على طريق القسطنطينية (٢).

سنة ست وثلاثين وأربعمائة (٣):

فيها توفّى الوزير الأجل أبو القاسم علىّ بن أحمد الجرجرائى، يوم الأربعاء سادس شهر رمضان. والحاصل يومئذ فى بيت المال البرّانى، تحت يد أمين الدولة مسرّة الرّومى، برسم النفقات، ألف ألف دينار وسبعمائة ألف دينار وستمائة دينار وواحد وعشرون دينارا ونصف وثمن دينار. ووجد له سبعمائة صينية من ذهب وفضة، ومائة ألف مثقال من العنبر، وغير ذلك. وكان عالما فطنا نحريرا؛ وقّع مرة بين يدى الظّاهر لإعزاز دين الله على مائة كتاب، فلم تتشابه فيها لفظة بلفظة. وكانت مدّة ولايته للظّاهر والمستنصر سبع عشرة سنة وثمانية أشهر وثمانية عشر يوما (٤).

ووزر بعده أبو على الحسن بن على الأنبارىّ، فانفسد أمره بسبب أبى سعيد سهل بن


(١) ويوافق أول المحرم منها العاشر من أغسطس سنة ١٠٤٣.
(٢) بهامش الأصل: بياض نحو ثلثى صفحة.
(٣) ويوافق أول المحرم منها التاسع والعشرين من يوليو سنة ١٠٤٤.
(٤) وكانت مكانته عظيمة عند الظاهر لإعزاز دين الله بعد وفاة ست الملك أخت الحاكم. ويروى النويرى أنه كان بين الجرجرائى وخليل الدولة ابن العداس جفاء، فحدث أن دعا ابن العداس الظاهر لزيارته ببركة الحبش، واغتنم فرصة هذه الزيارة وأراد أن يحرك الظاهر ضد الوزير، فسد الظاهر مسامعه وقال لابن العداس: إنى وإن رعيت حق تشريفى إياك بزيارتى فما أترك حق من أرتضيه لوزارتى، ولا بد أن أذكر له طرفا من ذلك، فاذكر خيرا لأحكيه له. فكان ذلك سبب الصلح بينهما. وكانت مدة وزارته سبع عشرة سنة وثمانية أشهر وثمانية عشر يوما. ومن حسن تصرفه أنه بعد أن قطع الحاكم يديه مضى الوزير إلى ديوانه وجلس فيه؛ فقيل له فى ذلك، فقال. إن أمير المؤمنين أدبنى وما صرفنى. نهاية الأرب.