وكان زفاف أخته إلى العاضد في وزارته فحمل معها بيوت الأموال. ونقل تابوت أبيه إلى القرافة.
وسير إلى والي الإسكندرية بحمل عبد الرحيم بن علي البيساني، الملقب بالقاضي الفاضل، واستخدمه بين يديه في ديوان الجيش.
وترامت الحال في أيامه بالأمير عز الدين حسام، قريبه، وعظم صيته، واستولى على تدبير كثير من أموره، وعظم غلمان أبيه. وكان فارساً شجاعا، له مواقف معروفة.
وكان أبوه الصالح قد ولى شاور بن مجير بن نزار السعدي قوص، ثم ندم على ولايته وأراد عوده من الطريق، ففاته، وحصل بها؛ وطلب منه في كل شهر أربعمائة دينار، وقال لا بد لقوص من وال، وأنا ذلك؛ والله لا أدخل القاهرة، ومتى صرفني دخلت النوبة. فتركه.
ولما جرح وأشرف على الوفاة كان يعد لنفسه ثلاث غلطات، إحداها ولاية شاور الصعيد الأعلى، والثانية بناء الجامع على باب زويلة، فإنه مضرة على القاهرة، والثالثة خروجي بالعساكر إلى بلبيس وتأخيري إرسالها إلى بلاد الفرنج؛ وكان قد أنفق على هذه العساكر مائتي ألف دينار.
وأوصى ابنه رزيك ألا يتعرض لشاور بمساءة ولا يغير عليه حاله فإنه لا تأمن عصيانه والخروج عليك. فلما استمر رزيك بن الصالح في الوزارة حسنت له بطانته صرف شاور عن قوص ليتم الأمر له، وأشار عليه سيف الدين حسين بن أبي الهيجاء بإبقائه، فقال ما أنا آبي ولا لي طمع فيما آخذه منه ولكن أريده يطأ بساطي. فقيل له: ما يدخل أبداً. فلم يقبل، وخلع على الأمير نصير الدين شيخ الدولة ابن الرفعة بولاية قوص.