للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[سنة أربع وثمانين وثلاثمائة]

فى المحرم قدم عيسى بن جعفر الحسنى أمير مكة بالقاسم بن على الرسّى الثائر بالحجازا، فأكرمهما العزيز، وأحسن إليهما.

ووصلت قافلة الحاج لست عشرة خلت من صفر.

ونزل منصور بن مقشر طبيب العزيز لتعهده وبين يديه الجنائب، وعلى الصبى شاشية مرصعة، وبين يديه أسطال فضة، وثلاثون شمعة موكبيّة، وشمع معنبر، فشقّ الشارع نهارا إلى الكنيسة.

وفى ربيع الأول جلس منصور بن العزيز فى المكتب.

وورد صندل عامل برقة بالهدية من المال والخيل والبغال والأحمال المحزومة، والجمال، فخلع عليه وحمل.

وفيه حمل إلى القصر بستان من فضة فيه أنواع الأشجار المثمرة وجميع الأزهار، كلّ ذلك من فضة.

وفى ربيع الآخر سار منجوتكين من دمشق فى ثلاثين ألفا لقتال ابن حمدان بحلب، وقد اجتمعت عساكر الروم بأنطاكية، فأقام بفامية، وسيّر إلى ما حول أنطاكية من القرى فأخربها.

ثم رحل عنها لكثرة الحرّ والذباب إلى جبلة، فأخذها وما حولها، فنال منها شيئا كثيرا.

وسار إلى حلب، فحاصرها نحوا من شهرين، فعزم الروم على نجدة ابن حمدان بحلب، وقد أتتهم أمدادهم وجموع كثيرة وساروا يريدون حلب، فبرز إليهم منجوتكين، وواقعهم فهزمهم، وقتل منهم نحو خمسة آلاف، ومضى من بقى منهم إلى أنطاكية، وذلك فى شعبان.