للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سنة ست وعشرين وأربعمائة (١):

فيها كثر الفأر بأراضى مصر وأكل زروعا كثيرة. وفيها كثر الوباء بمصر.

وفيها قتل الدّزبرى شبل الدولة ثمال بن صالح بن مرداس، فى شعبان، وملك حلب، وبعث إلى الظاهر بهدايا جليلة (٢).

سنة سبع وعشرين وأربعمائة (٣):

فيها انعقدت الهدنة بين الظاهر وبين ميخائيل (٤) ملك الروم عشر سنين متوالية.

وفيها توفى الظاهر عن استسقاء طال به من نيّف وعشرين سنة، فى يوم الأحد النّصف من شعبان؛ فكانت مدّته خمس عشرة سنة وتسعة أشهر وسبعة عشر يوما. وكانت أيامه كلها سكونا ولينا (٥)، وهو مشغول بملاذّه ونزهه وسماع المغنى، وأمور الدّولة بيد عمته السيدة العزيز ستّ الملك، وهى التى عدلت بالخلافة إليه عن ولّى العهد أبى هاشم العبّاس بن دواد ابن عبيد الله المهدى، وجئ بأبى هاشم فبايع والسّيف على [رأسه]، ثم جلس فكان آخر


(١) ويوافق أول المحرم منها السادس عشر من نوفمبر سنة ١٠٣٤.
(٢) بهامش الأصل: بياض سطرين.
(٣) ويوافق أول المحرم منها الخامس من نوفمبر سنة ١٠٣٥.
(٤) ميخائيل الرابع.
(٥) فى هذا شيء من المبالغة فقد كثرت القلاقل فى عهده، ولم تستقر شئون الشام دون فتن وحروب محلية، وارتفعت الأسعار فى أكثر من مناسبة .. والصحيح هو ما ذكره المؤلف بعد هذا مباشرة من أن الظاهر انصرف عن شئون الدولة إلى نزهه وملاذه وإلى سماع المغنى: وللإنصاف لا بد أن نذكر أنه كان مختل الصحة ضعيف البنية وهذا كان عقبة فى سبيل رعاية الدولة إلى جانب تكاسله وانصرافه إلى ملاذه. ويقول ابن تغرى بردى: «وكان الظاهر جوادا ممدحا سمحا حليما محبا للرعية، ولا بأس به بالنسبة لآبائه وأجداده». النجوم الزاهرة: ٢٥٤:٤. وقال النويرى: «وكان كريما مشتغلا بلذاته معولا على وزيره». «وتوفى ببستان الدكة بالمقس فركب الوزير الجرجرائى إلى البستان وحمله إلى القصر». «وكانت مدة عمره إحدى وثلاثين سنة وأحد عشر شهرا وخمسة أيام». نهاية الأرب.