للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سنة تسع وعشرين (وأربعمائة) (١):

فيها بعث الدّزبرى عساكره إلى حماة، فأخذها. وخرج شبل الدولة نصر بن صالح لدفعه، فالتقيا بلطمين (٢) من عمل كفرطاب (٣)، فانكسر وقتل فى يوم الاثنين نصف شعبان، وحمل رأسه إلى دمشق. فبادر أخوه معزّ الدولة ثمال بن صالح إلى حلب وملكها من الغد، وأخذ قلعتها، واستخلف فيها ابن عمه مقلّد بن كامل بن مرداس، وفى المدينة خليفة بن جابر الكعبى. وشرّق بأهله ليستنجد بأخواله بنى خفاجة، فنزلت عساكر الدّزبرى على حلب وأخذت المدينة؛ ثم قدم إليها الدّزبرى وتسلّم القلعة فى يوم الثلاثاء ثامن رمضان، وأخرج منها إلى درباس، واستولى على بالس ومنبج؛ وولى قلعة لغلاميه فاتك وسبكتكين. وعاد إلى دمشق يوم الخميس تاسع عشر ذى الحجة. وعمل فى طريقه على أخذ جبلة (٤) فلم يطق.

وفيها ثار علىّ بن محمد بن على الصّليحى فى اليمن فى ستين (٥) رجلا على رأس جبل، وأقام دعوة المستنصر؛ وما زال أمره يزيد حتى استولى على ممالك اليمن.

وفيها هادن المستنصر ملك الروم على أن يطلق خمسة آلاف أسير ليمكّن من عمارة قمامة التى فرّ بها الحاكم، فأطلق الأسرى، وعمر قمامة، وأطلق عليها مالا جلّ وصفه (٦).


(١) ويوافق أول المحرم منها الرابع عشر من أكتوبر سنة ١٠٣٧.
(٢) لطمين، بفتح اللام وسكون الطاء وكسر الميم، كورة من أعمال حمص، وبها حصن، معجم البلدان: ٣٣٠:٧.
(٣) بلد بين المعرة ومدينة حلب فى برية معطشة ليس لأهلها مورد ماء إلا ما يجمعونه من الأمطار فى الصهاريج. نفس المصدر: ٢٦٥:٧ - ٢٦٦.
(٤) من قلاع الساحل الشامى، من أعمال حلب، قرب اللاذقية. معجم البلدان: ٥١:٣ - ٥٤ (جبلة بثلاث فتحات متواليات).
(٥) على بن محمد بن على، أبو كامل؛ كان يحج بالناس من اليمن على طريق السراة والطائف، ثم تغلب على اليمن واتخذها إمارة له وجعل صنعاء حاضرتها، وخطب على منابر اليمن لزوجته التى كانت تعرف بالملكة الحرة. الكامل: ٢١٣:٩ - ٢١٤؛ النجوم الزاهرة: ١١٢:٥؛ تاريخ اليمن لعمارة اليمنى.
(٦) بهامش الأصل: بياض ستة أسطر.