للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سنة ثلاث وأربعمائة (١):

فى محرم ختم على مخازن العسل وجميع ما عند التجار والباعة منه؛ ورفعت مكوس الساحل. ومنع الناس من عمل حزن عاشوراء. وغرّق فى أربعة أيام خمسة آلاف وواحد وخمسون زيرا من أزيار العسل. ونزع السعر، وكثر الازدحام على الخبز، ففرّق الحاكم مالا على الفقراء. وكثر ابتياع الناس للسّيوف والسكاكين والسّلاح، وحمله من لم يحمله قطّ من العوامّ والصّنّاع، وكثر الكلام فيه، فقرئ سجلّ على منابر الجوامع بتطمين الناس وإعراضهم عن سماع أقوال المرجفين.

وفى ثانى ربيع الأول خلع على أبى الحسن على [بن جعفر] بن فلاح ولقب قطب الدولة، وقرئ له سجل بالتقدّم على سائر الكتاميين والنظر فى أحوالهم، والسّفارة بينهم وبين أمير المؤمنين. وحمل على فرس وبين يديه ثياب.

وهلك زرعة بن عيسى بن نسطورس من علّته فى ثانى عشره؛ فكانت مدّة نظره فى الوساطة سنتين وشهرا؛ فتأسف الحاكم على فقده من غير قتل، وقال ما أسفت على شيء قطّ أسفى على خلاص ابن نسطورس من سيفى، وكنت أودّ ضرب عنقه، لأنه أفسد دولتى، وخاننى ونافق علىّ، وكتب إلى حسّان بن الجرّاح فى المداجاة علىّ وأنه يبعث من يهرب به إليه.

وخلع على إخوته الثلاثة وأقرّوا على ما بأيديهم من الدواوين. وأمر النصارى إلا الجبابرة بلبس العمائم السّود والطيالسة السّود، وأن يعلّق النصارى فى أعناقهم صلبان الخشب، ويكون ركب مروجهم من خشب، ولا يركب أحد منهم خيلا، وأنهم يركبون البغال


(١) ويوافق أول المحرم منها الثالث والعشرين من يوليو سنة ١٠١٢.