ولا يصطاده أحد من الصيادين. وتتبعت الحمامات وقبض على جماعة وجدوا بغير مئزر فضربوا وشهروا.
وفيه برزت العساكر لقتال بني قرة وسارت.
وكتب في صفر على سائر المساجد، وعلى الجامع العتيق من ظاهره وباطنه في جميع جوانبه، وعلى أبواب الحوانيت والحجر والمقابر والصحراء بسب السلف ولعنهم، ونقش ذلك ولون بالأصباغ والذهب؛ وعمل كذلك على أبواب القياسر وأبواب الدور، وأكره على عمل ذلك. وأقبل الناس من النواحي والضياع فدخلوا في الدعوة، وجعل لهم يوم وللنساء يوم؛ فكثر الازدحام ومات في الزحمة عدة.
ولما دخل الحاج نالهم من العامة سب وبطش؛ فإنهم طلبوا منهم سب السلف ولعنهم، فامتنعوا.
ونودي في القاهرة: لا يخرج أحد بعد المغرب إلى الطريق ولا يظهر بها لبيع ولا شراء فامتثل الناس لذلك.
وفي ربيع الأول تتبعت الدور ومن يعرف بعمل المسكرات، وكسر من أوعيتها شيء كثير.
وفيه أمر الحاكم بشونة تحت الجبل ملئت بالسنط والبوص والحلفاء؛ فتخوف الناس كافة، من يتعلق بخدمة الدولة من الأولياء والقواد والكتاب، وسائر الرعية من العوام. وقويت الشفاعات وكثر الاضطراب، فاجتمع سائر الكتاب والمتصرفين من المسلمين والنصارى، وخرجوا بأجمعهم في خامسة إلى الرياحين بالقاهرة؛ وما زالوا يقبلون الأرض