للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الظّاهر لإعزاز دين الله أبو الحسن على ابن الحاكم بأمر الله

أبى على منصور

أمه أم ولد تدعى رقية، ويقال اسمها آمنة بنت الأمير عبد الله بن المعز، وإنّ ست الملك سلطانة، أخت الحاكم، كانت تعادى آمنة هذه. ومولده بالقصر من القاهرة على مضى ثلاث ساعات من ليلة الأربعاء عاشر شهر رمضان، سنة خمس وتسعين وثلاثمائة؛ وبويع بالخلافة فى يوم عيد الأضحى سنة إحدى عشرة وأربعمائة، وله من العمر ست عشرة سنة وثلاثة أشهر (١)

واتفق فى هذا اليوم أن صلّى للحاكم فى خطبة العيد، ثم بويع الظاهر بعد عودة القاضى من المصلّى، فكان بين الدعاء فى الخطبة للحاكم وبين أخذ البيعة للظاهر ثلاث ساعات، ولم يتفق مثل ذلك.

وتوفى ببستان الدكة (٢) خارج القاهرة، فى ليلة الأحد النصف من شعبان سنة سبع


(١) قال صاحب النجوم الزاهرة: ٢٤٧:٤، نقلا عن مرآة الزمان، إنه ولى الخلافة وله من العمر ست عشرة سنة وثمانية أشهر وخمسة أيام. وذكر ابن خلكان فى وفيات الأعيان: ٤٦٣:١ - ٤٦٤ أنه تولى بعد فقد أبيه بمدة، لأن أباه فقد فى السابع والعشرين من شوال، وكان الناس يرجون ظهوره ويتبعون آثاره إلى أن تحققوا عدمه، فأقاموا ولده الظاهر فى يوم النحر. ويذكر ابن الأثير: ١١٠:٩ أن الجند أقاموا خمسة أيام بعد غياب الحاكم ثم اجتمعوا إلى ست الملك وحدثوها فى أمر غيبته فأجلتهم يومين؛ فلما كان اليوم السابع ألبست أبا الحسن على ابن أخيها الحاكم أفخر الملابس والجند مجتمعون للموعد المحدد، ثم صاح الوزير: يا عبيد الدولة مولاتنا تقول لكم هذا مولاكم أمير المؤمنين فبايعوا له، ولقب الظاهر لإعزاز دين الله. (ويلاحظ أن ابن الأثير يكنيه أبا الحسن ويكنيه ابن خلكان أبا هاشم، ويذكر صاحب النجوم الكنيتين معا).
(٢) الدكة كان مكانها بستانا من أعظم بساتين القاهرة فيما بين أراضى اللوق والمقس، وبه منظرة للخلفاء الفاطميين تشرف طاقاتها على النيل الأعظم ولا يحول بينها وبين الجيزة شيء. وقد زالت بزوال الدولة الفاطمية وبنى الناس فى موضعه. الخطط: ١٢٠:٢ - ١٢١.