الإمرية، وهي إمرة طوائف الأجناد. فكثر الأعداء وتعددت الحساد؛ واشتغل الناس بهما وأطلقوا الألسنة بذمهما، فكان يقال: هذا الأمير الطاوي، ابن الأنصاري. ولج الناس بالكلام فيهم وهم عاجزون عنهم، حتى مات الحافظ فكان من أمرهما مع ابنه الظافر ما تقدم ذكره.
وفي يوم الثلاثاء رابع شعبان اجتمع كثير من السودان وعدة من المفسدين ببعض القرى، فخرج إليهم الوزير ابن مصال فنازلهم حتى كسرهم.
وكان الأمير المظفر سيف الدين معد الملك ليث الدولة علي بن إسحاق بن السلار واليا على البحيرة والإسكندرية وكان ابن زوجه ركن الإسلام عباس والي الغربية. فلم يرض ابن السلار بوزارة ابن مصال، وخرج من الإسكندرية إلى ربيبه، بالغربية واتفقا على القيام وإزالة ابن مصال. فبلغه ذلك، فأعلم به الخليفة الظافر؛ فجمع الأمراء في مجلس الوزارة وبعث إليهم زمام القصور يقول: هذا نجم الدين وزيري ونائبي فمن كان يطيعني فليطعه ويمتثل أمره. فقال الأمراء: نحن مماليك مولانا سامعون مطيعون فرجع الزمام بهذا الجواب. فقال أمير من الأمراء، شيخ يقال له درى الحرون، وهو أحد أشرار القوم ومن رفقة ابن السلار: إن سمع مني ما أقول قلت. فقال له الوزير:: قل. قال: مولانا، صلوات الله عليه، يعلم وأنت تعلم أن ما في الجماعة من يضرب في وجه ابن السلار بسيف، وأولهم أنا؛ فإن كان مولانا يقتل جميع أمرائه وأجناده فالأمر لله وله. فلما سمع الجماعة ذلك قاموا وخرجوا من القصر، وشدوا على خيولهم، وساروا يريدون ابن السلار.