(٢) كان فى مصر داران بهذا الاسم، وعرفتا أيضا باسم حبس المعونة. إحداهما بالفسطاط جنوب مسجد عمرو ابن العاص والأخرى بالقاهرة، واسم الأولى مأخوذ من ظروف إنشائها، إذ أنها بنيت بمعونة المسلمين وإسهامهم لينزلها ولاتهم إذ لم يكن لهؤلاء الولاة قبل ذلك دار رسمية ينزلون فيها، ثم جعلت دارا للشرطة، ثم حولت على زمن العزيز بالله إلى سجن عرف باسم حبس المعونة، وحوله صلاح الدين بعد ذلك إلى مدرسة للشافعية، عرفت باسم المدرسة الناصرية ولما كملت وقف عليها الصاغة وكانت بجوارها، وعرفت أيضا باسم الشريفية نسبة إلى الشريف القاضى شمس الدين أبى عبد الله محمد بن الحسين بن محمد الحنفى قاضى العسكر وكان رابع من تولى التدريس بها. المواعظ والاعتبار: ٤٦٣:١، ١٨٧:٢ - ١٨٨، ٣٦٣ - ٣٦٤. (٣) وكانت تعرف أيام صلاح الدين أيضا بالمدرسة القمحية لأن القمح كان يوزع على فقهائها من ضيعة بالفيوم عرفت بالحنبوشية أوقفها صلاح الدين عليها. وكان فى موقعها قبل ذلك قيسارية (سوق) عرفت بقيسارية الغزل بجوار الجامع العتيق بمصر، ووقف عليها صلاح الدين أيضا قيسارية الوراقين وعلوها بمصر، وكانت أجل مدرسة للمالكية. وفى سنة خمس وعشرين وثمانمائة أخرج السلطان الأشرف برسباى ناحيتى الأعلام والحنبوشية من وقفها وجعلهما إقطاعين لمملوكين له. نفس المصدر: ٣٦٤:٢. (٤) صدر الدين أبو القاسم عبد الملك بن عيسى بن درباس الماردانى. وقد استمر فى منصبه حتى نهاية عصر صلاح الدين