للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال ابن الأثير (١):

«أبو الفتيان محمد بن حيّوس»:

«لما مات العزيز وحضر الناس للتعزية بالقصر، واجتمع الناس على اختلاف طبقاتهم أفحم الناس بأجمعهم عن أن يوردوا فى ذلك المقام شيئا مما يليق بالوقت، ومكثوا مطرقين، فقام صبى من أولاد الأمراء الكتاميين. وأنشد:

انظر إلى العلياء كيف تضام، … ومآتم الأحساب كيف تقام

خبّرتنى ركب الركاب ولم يدع … للسفر وجه ترحّل فأقاموا

فاستحسن الناس من إيراد الصبى لذلك، وطرق الناس إلى إيراد المراثى، ونهض الشعراء والخطباء فعزوا، وأنشد كل إنسان ما عمل فى التعزية.

وكان الصبى هو الذريعة إلى إيراد ما أوردوه، وكشف ما نزل بهم من المهابة والمخافة (٢).


(١) كذا فى الاصل: ولعله سقط بعد اسم ابن الأثير كلمة (قال) أى: قال أبو الفتيان محمد بن حيوس.
(٢) الى هنا ينتهى الكلام عن عهد العزيز؛ وسنبدأ الجزء الثانى باذن الله بعهد الحاكم بأمر الله.