للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المالكي، المعروف بابن جاره، شيخ الصاحب صفي الدين عبد الله بن علي بن شكر، فقال له: نحن نقاتل كل من جاء تحت الصليب كائناً من كان. فقال له مري: وحق ديني لقد صدقك هذا الشيخ. فسكت شاور وأكرمهم بعد ذلك اليوم.

وفر نجم الدين بن مصال والي الثغر إلى الشام، وقبض شاور على الأشرف بن الحباب قاضي الثغر وعاقبه، وأخذ منه مالاً جزيلاً؛ ولم يقنع بالرشيد ابن الزين الناظر فولي القاضي الأشرف أبا القاسم عبد الرحمن بن منصور بن نجا النظر عوضه؛ فبعث شاور وقبض على جميع من كان مع صلاح الدين من أهل مصر، وعلي ابن مصال. فشق ذلك على صلاح الدين، واجتمع بملك الفرنج في ذلك، فأرسل إلى شاور وما زال به حتى أفرج عنهم. فخافوا من شاور وعزموا على الرحيل إلى الشام، فخرج إليهم شاور بنفسه وجمع وجوههم وطمأنهم، وحلف لهم أنه يضاعف لهم الإحسان ولا يتعرض لهم بسوء. فمنهم من اطمأن وأقام، ومنهم من رحل إلى الشام.

ووصل الذين ساروا من ضعاف أصحاب صلاح الدين في المراكب إلى عكا، وأحاط بهم الفرنج واعتقلوهم بمعصرة القصب حتى عاد ملك الفرنج فأطلقهم.

وتسلم شاور الإسكندرية في نصف شوال. وسار شيركوه ومن معه وقد استمال شاور منهم جماعةً ومعه مري ملك الفرنج حتى نزل الجيزة وعدى إلى القاهرة من المقس. فأقام مري أياماً ورحل عائداً إلى بلاده، فخرج شاور يودعه إلى بلبيس وعاد إلى القاهرة أول ذي القعدة، فخرج إليه العاضد يتلقاه إلى الطابية، وخلع عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>