للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والمماليك، وصبيان الدار، وأصحاب الإقطاعات، والمرتزقة، والغلمان الحاكمية القدم.

وكتب أمان لجماعة من خدم القصر الموسومين بخدمة الحضرة بعد ما تجمّعوا وساروا إلى تربة العزيز وضجّوا بالبكاء وكشفوا رءوسهم. وكتبت عدة سجلات بأمانات للديلم والخيل والغلمان الشرابية، والغلمان المرتاحية، والغلمان البشارية، والغلمان المفرقة العجم وغيرهم، والنقباء، والروم المرتزقة (١). وكتبت عدة أخرى بأمان الزّويلين، والمنادين، والبطالين، والبرقيّين، والعطوفية، والجوانية، والجودرية، والمظفرية، والصنهاجيين، وعبيد الشراء بالحسينية، والميمونية، والفرجية. وكتب أمان لمؤذنى أبواب القصر، وأمانات لسائر البيازرة والفهّادين والحجالين، وأمانات أخرى لعدة أقوام، كل ذلك بعد سؤالهم وتقرّبهم.

وفيه أمر بقتل الكلاب، فقتل منها ما لا يحصى حتى لم يبق منها بالأزقة والشوارع شيء، وطرحت بالصحراء وبشاطئ النيل؛ وأمر بكنس الأزقّة والشوارع وأبواب الدور فى كل مكان، ففعل ذلك.

وفى جمادى الآخرة فتحت دار الحكمة (٢) بالقاهرة، وجلس الفقهاء فيها، وحملت الكتب اليها، ودخلها الناس للنّسخ من كتبها وللقراءة. وانتصب فيها الفقهاء والقرّاء والنّحاة وغيرهم من أرباب العلوم، وفرشت، وأقيم فيها خدام لخدمتها، وأجريت الأرزاق على من بها من فقيه وغيره؛ وجعل فيها ما يحتاج إليه من الحبر والأوراق والأقلام.


(١) هذا عنصر يستحق الاهتمام إذ أننا لا نجد فى الجيش الفاطمى وحرس القصر جماعات تنتسب فقط إلى قبائلها كالكتاميين والزويليين واللواتيين، أو إلى قادتها كالحمدانيين والبكجوريين، أو إلى وظائف بعينها كالوزيرية والركابية، وإنما نجد الجند المرتزقة الذين يتكسبون بالجندية مثل هؤلاء الروم المرتزقة والغز المصطنعة.
(٢) وتعرف أيضا بدار العلم. يقول المقريزى فى الخطط: ونقل إليها من خزائن أمير المؤمنين الحاكم بأمر الله من الكتب التى أمر بحملها إليها من سائر العلوم والآداب والخطوط المنسوبة ما لم ير مثله مجتمعا لأحد من الملوك، وأباح ذلك كله للناس فحضرها الناس على طبقاتهم لقراءة الكتب أو للنسخ أو للتعليم، وأحضر الحاكم إليها جماعات من أهل الحساب والمنطق والفقهاء والأطباء للمناظرة بين يديه، فكانت كل جماعة تحضر على انفرادها. وأغلقها الأفضل بن بدر الجمالى، ثم أنشئت دار أخرى جديدة سنة ٥١٧، أنشأها الوزير المأمون البطائحى. الخطط: ٤٤٥:١، ٤٥٨ - ٤٦٠.