للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[بين يدى الكتاب]

الحمد لله فاتحة كل خير، وتمام كلّ نعمة؛ وصلاة البرّ الرحيم وسلامه على محمّد أكرم خلقه، باعث معالم المجد التى حفل بها تاريخ الإسلام والمسلمين؛ ورضى الله عمّن سار على نهجه، واهتدى بهديه، وأسهم بجهده بإضافة لبنة من لبنات المعرفة إلى بناء صرح الثقافة الإسلامية، التى نتّجه إليها الآن بالنّظرة الفاحصة والعزم الدءوب، لإحياء تراثها، وكشف الأستار عن مكنون مفاخرها وذخائرها.

وتحيّة التّقدير والوفاء إلى روح الأستاذ العالم المرحوم الدّكتور جمال الدّين الشّيّال، الذى أكرمه الله بدعوته إلى سكنى رياض جنّته، فآثر أن يلبّى دعوة العزيز الكريم، تاركا من بعده أدلّة هادية على طريق الكفاح العلمىّ، يتمثّل آخر مصابيحها فى الجزء الأول من هذا الكتاب، الذى أقدّم اليوم جزءه الثانى، سائرا على دربه، ضامّا جهدى المقلّ إلى جهوده القيّمة، اعتمادا على ما يسّره الله لنا من وسائل البحث والدّرس.

***

ويشمل هذا الجزء من «اتّعاظ الحنفا» تاريخ دولة الفاطميين على امتداد مائة واثنتين والسّتين، منذ تولّى الحاكم بأمر الله شئون هذه الدّولة فى أواخر شهر رمضان، سنة ستّ وثمانين وثلاثمائة، إلى نهاية سنة سبع وثمانين وأربعمائة، وهى السّنة التى توفى المستنصر بالله فى ذى الحجّة آخر شهورها.

وقد شهدت هذه السنوات تداول ثلاثة من الفاطميين عرش الخلافة: الحاكم

<<  <  ج: ص:  >  >>