وقد اتخذنا نسخة استانبول أصلا للنشر - لأنها النسخة الكاملة الوحيدة فى العالم - وقارنا - عند النشر - بينها وبين نسخة جوتا الناقصة التى سبق نشرها، وأثبتنا الفروق بين النسختين فى الهوامش، وإذ كانت مخطوطة جوتا هى نسخة المؤلف المنقول عنها فقد أفادت كثيرا فى تصويب النص الذى ننشره اليوم، وساعدت مساعدة واضحة على قراءة كثير من الكلمات الممحوة أو التى تعذر علىّ قراءتها (١) فى نسخة استانبول.
ورغبة منا فى ضبط النص وإخراجه إخراجا علميا لم نقنع بالمقارنة بين المخطوطتين، وإنما راجعنا النص كذلك على المصادر التى نقل عنها المقريزى - إن وجدت -، أو المصادر اللاحقة له التى نقلت عنه. وقد تبين لى أن المؤلف ينقل فى هذا الجزء كثيرا عن: الكامل لابن الأثير، وذيل تاريخ دمشق لابن القلانسى، وأخبار مصر لابن ميسر، وإن كان قد نصّ أحيانا على النقل عن هذه المراجع، ونقل دون النص أحيانا أخرى.
ويعنينى أن أشير هنا إلى أهمية كتاب «تاريخ مصر لابن ميسر»، لأننى اعتبرته عند تحقيق هذا الجزء - وسأعتبره عند تحقيق بقية الأجزاء - نسخة ثالثة للكتاب.
وابن ميسر هو أبو عبد الله تاج الدين محمد بن على بن يوسف بن شاهنشاه - وقيل ابن جلب راغب - مؤرخ مصرى عاش فى القرن السابع الهجرى (١٣ م)، وصنف كتاب «قضاة مصر»، وله تاريخ كبير ذيّل به على تاريخ المؤرخ الفاطمى المسبّحى، وقد بقى من هذا الأخير جزء نشره المستشرق الفرنسى ماسيه تحت عنوان «الجزء الثانى من أخبار مصر» ضمن مطبوعات المعهد الفرنسى بالقاهرة، سنة ١٩١٩
(١) انظر مثلا: ص ٤/ ١ و ٢، ٥٩/ ١، ٦٠/ ١، ١٢٤/ ٤، ١٢٥/ ١ و ٢، ١٧٩/ ٤، ١٨٢/ ١ ١٨٥٢/ ٧، ١٨٧/ ١ .. الخ