في محرم ورد سابق الحاج، فخلع عليه بالمخيم، وقدم الحاج لثمان بقين من صفر.
وفي ربيع الأول جهزت المراكب الحربية، وأشحنت بالمقاتلة.
وفي العشرين منه رفع العزيز إلى غيفة فنزل بالعقارية بعد أن أقام في مناخه أربعة أشهر وخمسة وعشرين يوماً، فأقام بها ليلة، ورفع إلى بلبيس فنزل بظاهرها.
ونودي في البلد لا يتأخر أحد عن المسير في الأسطول، فوقعت في الأسطول نار، فاحترق وقت صلاة الجمعة لست بقين من ربيع الآخر، فأتت على ما فيه من عدة وسلاح، حتى لم يبق منه غير ست مراكب، لا شيء فيها، فاتهم بذلك الروم الأسارى، وكانوا في دار بجوار الصناعة بالمقس، فنهبتهم العامة، وقتلوا منهم مائةً وسبعة أنفس.
وحضر عيسى بن نسطورس ويانس الصقلبي متولي الشرطة إلى الروم، فاعترفوا بأنهم أحرقوا الأسطول، فكان ما ذهب في النهب نحو تسعين ألف دينار، فنودي برد النهب، وتوعد عليه.
وشرع عيسى بن نسطورس في إنشاء اسطول جديد، وظفر بعدة من النهابة، فقتل بعضهم، وحبس بعضهم بعد الضرب الشديد، فأحضر كثير مما نهب.
ووردت غزاة البحر بمائتي أسير وعشرين أسيرا طيف بهم البلد.
ووصل من برقة ستون فرسا، منها عشرة بسروجها ولجمها، وعشرون بغلة عليها صناديق المال، وخمسمائة جمل عليها قطران وغيره، وعدة من صبيان وعلوج من السبر؟