للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونزع السعر، فمنع من بيع القمح لغير الطحانين ولخمس بقين من رجب ابتدأ بالعزيز المرض، فأقام به إلى ثامن عشرين رمضان، فاستدعى القاضي محمد بن النعمان والحسين بن عمار لليلتين بقيتا منه، وخاطبهما في أمر ولده، ثم استدعى ولده وخاطبه.

ثم توفي من يومه بين صلاتي الظهر والعصر من مرض القولنج والحصاة في مسلخ الحماد ببلبيس، فلم يكتم موته.

ورحلت سيدة الملك ابنة العزيز في الليل، وسار بمسيرها القيصرية لأنهم كانوا برسمها، ومعهم القاضي محمد بن النعمان، وريدان صاحب المظلة، وأبو سعيدا ميمون دبة، فوافوا القاهرة، وأقيم المأتم والصياح بالقصر، وضبط الناس أحسن ضبط، فلم يتحرك أحد، ولم يبق شارع ولا زقاق. إلا وفيه صراخ ونحيب.

وبادر برجوان إلى أبي علي منصور بن العزيز فإذا هو على شجرة جميز يلعب في دار ببلبيس، فقال له: بسك تلعب؟ انزل.

فقال له: ما أنزل والله الساعة.

فقال له: انزل، ويحك! الله فينا وفيك، وأنزله، ووضع على رأسه العمامة بالجوهر وقبل له الأرض، وقال: السلام على أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته.

وأخرج به إلى الناس، فقبل جميعهم له الأرض، وسلموا عليه بالخلافة.

وخرج الناس من الغد للقائه، فدخل إلى القاهرة، وبين يديه البنود والبوقات بالمظلة يحملها ريدان، والعساكر كلها معه، والعزيز بين يديه على عمارية، وقد خرج قدماه منها ونودي في البلد:

<<  <  ج: ص:  >  >>