للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ودخلت سنة اثنتين وستين وثلاثمائة]

ففى المحرم قدّر جوهر قيمة الدنانير، فجعل الأبيض بثمانية دراهم.

ولخمس بقين منه توفى سعادة بن حيّان، فحضر جوهر جنازته، وصلى عليه الشريف مسلم.

وفى ربيع الأول عزل سليمان بن عزّة المحتسب جماعة من الصيارفة، فشغب طائفة منهم، وصاحوا:

«معاوية خال على بن أبى طلب».

فهمّ جوهر بإحراق رحبة الصيارفة، لولا خوفه على الجامع.

وفيه أمر ألا يظهر يهودىّ إلا بالغيار (١).

ودخل الحسن بن عمّار ببضع وتسعين أسيرا، وشهّروا.

ودخل عبد الله بن طاهر الحسينى على جوهر بطيلسان (٢) كحلى - وفى مجلسه القضاة والعلماء والشهود - فأنكر الطيلسان الكحلى، ومدّ يده فشقّه، فغضب ابن طاهر وتكلم، فأمر جوهر بتمزيقه فمزّق، وجوهر يضحك، وبقى حاسرا بغير رداء، فقام جوهر وأخرج له عمامة، ورداء أخضر، وألبسه وعمّمه بيده.

وفى يوم الثلاثاء رابع المحرم المذكور زلزلت دمشق وأعمالها زلزلة عظيمة وقتا من الزمان، ثم هدأ، وانهدم بها من أنطاكية عدة أبرجة.


(١) الغيار الملابس التى كان يتميز بها أهل الذمة عن المسلمين فى العصور الوسطى، وهذا ما يفهم من مدلول اللفظ، أى الملابس التى تغاير ملابس المسلمين. انظر: (محيط المحيط) و (Dozy:Supp.Dict.Arab) و (السلوك، ج ١، ص ١٣٥، هامش ٤).
(٢) الطيلسان - بفتح اللام وكسرها وضمها، والفتح أرجح - لفظ فارسى معرب، ويقال فيه أيضا الطيلس والطالسان، وجمعه طيالسة، وهو فى المراجع المختلفة ثوب يحيط بالبدن خال من التفصيل والخياطة، وكان يختص بلبسه فى العالم الاسلامى فى العصور الوسطى الفقهاء والعلماء والقضاة، وفى النصوص ما يفيد أنه كان ينسج من ألوان مختلفة، انظر: (الجواليقى: المعرب، ص ٢٢٧) و (اللسان) و (Dozy:Dict.des Vets)