فيها وصلت رأس بهرام الباطني. وكان طغتكين أتابك، الملقب ظهير الدين، قد وهب له بانياس خوفاً من شره، فأفسد جماعةً بالشام، وجرت له خطوب آلت إلى قتله، وحملت رأسه إلى الآمر.
وفيها رتب قاضي القضاة أبا عبيد الله محمد بن ميسر مشارفاً على ثقة الدولة ابن أبي الرداد في قياس الماء وعمارة المقياس، وعمل مصالحة؛ فاستمر إلى أن قتل ابن ميسر ثم بطل، فلم ينظر أحد في هذه المشارفة.
وفي رجب عمل للآمر في الخاقانية، وكانت من خاص الخليفة، قصر من ورد فسار إليها وحده بضيافة عظيمة. فلما استقر هناك خرج إليه أمير يقال له حسام الملك أحد الأمراء الذين كانوا مع المؤتمن، أخي المأمون، في سفره في البلاد التي كان يتولاها وتخاذل مع ابن السلار عنه وهو لابس لأمة حربه، والتمس المثول بين يدي الخليفة. فاستثقل ما جاء به في ذلك الوقت لأنه مناف لما فيه الخليفة من الراحة والنزهة، فمنع من ذلك وصد عنه؛ فقال لجماعة من حواشي الخليفة: أنتم منافقون على الخليفة إن لم أصل