للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى أن انهزم عماد الدين زنكي من العراق من قراجا الساقي ووصل إلى تكريت، فأمكنه أيوب من قلعتها ورفعه إليها بالحبال، وخدمه هو وأخوه شيركوه، فاعتدها يداً لهما. ثم أقام له السفن حتى عبر دجلة؛ وتبعه أصحابه فأحسن إليهم وسيرهم إليه.

فبلغ ذلك الأمير مجاهد الدين بهروز فأنكر عليه وأخرجه من قلعة تكريت، فسار هو وشيركوه إلى عماد الدين زنكي، وهو يومئذ صاحب الموصل، فأكرمهما وأقطعهما إقطاعاً، وتقدما عنده. فلما ملك بعلبك جعل نجم الدين دزدارها، فأقام بها إلى أن قتل عماد الدين زنكي وحصر عسكر دمشق بعلبك لأخذها لصاحب دمشق، مجير الدين أبق بن محمد بن بوري بن ظهير الدين طغتكين الأتابك. فبعث إلى سيف الدين غازي بن عماد الدين زنكي بالموصل يعرفه ويطلب منه عسكرا فلم يجبه؛ فسلم بعلبك لصاحب دمشق على إقطاع، وصار أحد أمراء دمشق.

وأما شيركوه فإنه لما خدم عماد الدين زنكي تمكن منه، بواسطة الوزير جمال الدين الأصفهاني، إلى أن قتل، فتعلق بخدمة ابنه نور الدين محمود بن زنكي وتخصص

<<  <  ج: ص:  >  >>