للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومشكلة النسب مشكلة قديمة حديثة، شغلت كل من تعرضوا للتأريخ للفاطميين من عرب ومستعربين من قديم حتى اليوم، ولهذا عرضت وأنا أحقق النص لآراء هؤلاء المؤرخين جميعا، فلخصتها وقارنت بينها فى الهوامش، وخاصة الآراء والمذاهب الحديثة التى عرضها. Ivanow و Bernard Lewis و Mamour فى كتبهم (١).

وأرّخ المقريزى بعد هذا لقيام الدولة الفاطمية فى المغرب، فتحدث عن جهود الدعاة الأوائل كأبى سفيان والحلوانى، وعن رحلة أبي عبد الله الشيعى من اليمن إلى المغرب وجهوده فى التمهيد لإقامة الدولة، ثم انتقال عبيد الله المهدى من سلمية بالشام إلى المغرب.

وفى فصل تال أرّخ المقريزى للخلفاء الفاطميين الأربعة الذين حكموا فى المغرب، وفصّل الحديث عن الصعوبات التى اعترضتهم - وخاصة ثورة أبى يزيد -، وعن الجهود التى بذلوها لتدعيم أسس الدولة الجديدة، كإنشاء المهدية عاصمتهم الجديدة، ومدّ فتوحهم غربا إلى المحيط الأطلسى.

وتحدث بعد هذا عن الفتح الفاطمى لمصر وتأسيس مدينة القاهرة وبناء الجامع الأزهر، وعرض للخطر القرمطى الذى كان يهدد مصر وقتذاك، فعقد فصلا طويلا أرّخ فيه للقرامطة وتحركاتهم وحروبهم على حدود مصر وفى جنوبى الشام على عهدى الخليفتين المعز لدين لله والعزيز بالله.

وأفرد المقريزى لكل من الخليفتين الأولين فى مصر - المعز والعزيز - فصلا تحدث فيه عن شخصيته وعصره وأهم الأحداث الداخلية والخارجية فى عهده، وبانتهاء عهد العزيز ينتهى هذا الجزء الأول، وفى تقديرنا أن تخرج بقية الكتاب فى جزءين آخرين من نفس الحجم، وسيبدأ الجزء الثانى إن شاء الله بعصر الحاكم بأمر الله ثالث الخلفاء الفاطميين فى مصر.


(١) انظر مثلا: ص ٢٢، هامش ٥/ ٢٣، هامش ١ و ٣ و ص ٣٥، هامش ١ و ص ٣٩، هامش ٥ .. الخ

<<  <  ج: ص:  >  >>