للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سنة تسع وستين وأربعمائة (١):

فيها اجتمع بمدينة طوخ (٢) من صعيد مصر عدد كبير من عرب جهينة والثعالبة والجعافرة (٣) لمحاربة أمير الجيوش، فسار إليهم حتى قرب منهم، فنزل، ثم ارتحل باللّيل وأمر بضرب الطبول وزعقت البوقات، واشتعلت المشاعل وقد تزايد وقود النيران. وجدّ فى السير والعساكر لها صرخات وصيحات متتابعة فى دفعة واحدة، حتى طرقهم بغتة ووضع فيهم السيف فأفنى أكثرهم قتلا، وفرّ منهم طوائف فغرقوا، ولم ينج منهم إلاّ القليل.

وأحاط بأموالهم فحاز منها ما يتجاوز الوصف كثرة، وسيّرها إلى المستنصر.

وثار كنز الدولة محمد بأسوان (٤) وتغلّب عليها وعلى نواحيها، وكثرت أتباعه ونجم أمره؛ فسار إليه أمير الجيوش بعساكره، فالتقى معهم وحاربهم محاربة طويلة أسفرت عن قتله وهزيمة أصحابه بعد أن قتل منهم جمّ غفير؛ فكانت هذه الواقعة آخر الوقائع التى قطع فيها دابر المفسدين، وخمدت جمرتهم.


(١) ويوافق أول المحرم منها الخامس من أغسطس سنة ١٠٧٦.
(٢) فى قوانين الدواوين ثلاثة عشر موضعا كل منها يحمل اسم طوخ مضافا إلى اسم آخر، منها طوخ الجبل بالقرب من أخميم، وطوخ دمنو من أعمال القوصية، وطوخ تنده وطوخ الخيل من أعمال الأشمونين.
(٣) بهامش الأصل تعريف بهم نصه: «بخطه: قال الشريف محمد بن أسعد الجوانى بنو ثعلبة فى بنى الإمام الحسن وبنى جعفر الطيار، فذكرهم. ثم قال: فأما التى فى بنى جعفر الطيار فبنو ثعلبة الحجازى بن داود بن موسى بن إبراهيم ابن إسماعيل بن جعفر بن إبراهيم بن محمد بن على بن عبد الله بن جعفر بن أبى طالب ، فيهم عشيرة إلى اليوم بخرجة مين من أعمال سيوط بصعيد مصر … وحامد … وإبراهيم أولاد مسلم بن عبد الله بن حسين بن ثعلب المذكور. قال: الجعافرة أبطن، فذكرهم، ثم قال: وأما الذى فى ولد أبى طالب فبنو جعفر الطيار بن أبى طالب ، وإليه يرجع الجعافرة كلهم وهم نازلون بسدرة العربان من أعمال الأشمونين بصعيد مصر، وفى مواضع شتى من بلاد الله، وفيهم عشائر متسعة». اه.
(٤) كنز الدولة لقب منح أول مرة أيام الحاكم بأمر الله لأمير أسوان أبى المكارم هبة الله بعد انتصاره على أبى ركوة ثم أصبح هذا اللقب وراثيا فى أسرة أبى المكارم. انظر كتاب الروضتين: القسم الثانى من الجزء الأول: ٥٣١ (تحقيق الدكتور محمد حلمى محمد أحمد).