للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة (١):

فيها سيّر أمير الجيوش عسكرا كبيرا، فانتهى إلى دمشق وحاصرها حتى أشرف على أخذها، فسيّر أطسز صاحب دمشق إلى تاج الدولة تتش بن (٢) السلطان ألب أرسلان - وكان قد أقطعه أخوه ملكشاه الشام وأخذ حلب بعد ما حاصرها حتى اشتدّ الجوع بأهلها وملكها - يستحثّه على نصرته وتقويته على المصريين، ويعده أنه يسلّم إليه ملك دمشق. فأجابه إلى سؤاله وسار إليه بعسكره؛ فبلغ ذلك عسكر أمير الجيوش، فارتحل وعاد إلى مصر.

وقدم تتش فملك دمشق، ودبّر على أطسز وقتله بحيلة فى ربيع الأوّل؛ وجهّز عسكرا فى إثر العسكر المصرى فلم يدركه.

وفيها خرج ملك النوبة من بلاده وصار إلى أسوان يريد زيارة كنيسة لهم بها، فبعث والى قوص [من] قبض عليه و وحمله إلى القاهرة، فأكرمه أمير الجيوش وأفاض عليه النّعم، وأتحفه بالهدايا الجليلة؛ فأدركه أجله ومات قبل أن يعود إلى بلاده.

وفيها قطعت خطبة المستنصر من مكة وأعيدت خطبة بنى العباس.


(١) ويوافق أول المحرم منها الرابع من يوليو سنة ١٠٧٩.
(٢) هو تاج الدولة تتش بن عضد الدين أبى شجاع ألب أرسلان بن داود، بن ميكائيل بن سلجوق. تولى أخوه، جلال الدين أبو الفتح ملكشاه، سلطنة السلاجقة العظام، ثم أوصى لابنه نصير الدين محمود من بعده بالسلطنة فأقام نحو سنة ثم توفى وخلفه بركياروق، ركن الدين أبو المظفر، فغضب تتش لذلك وخلع طاعته وثار ضده، وتقدم من الشام لحربه واجتاز الفرات ودجلة، والتقى الجيشان فى معركة حاسمة عند مدينة الرى، شمالى فارس، فسقط تتش فيها صريعا وكان ذلك سنة ٤٨٨. انظر كتاب الروضتين فى أخبار الدولتين: ١ فى مواضع مختلفة؛ النجوم الزاهرة: فى مواضع مختلفة كذلك؛ تاريخ دولة آل سلجوق للعماد الأصفهانى.