للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[قال ابن الأثير]

«وكان سبب موت المعز أن ملك الروم بالقسطنطينية أرسل إليه رسولا كان يتردد إليه بإفريقية، فخلا به المعز بعض الأيام، وقال له:

«أتذكر إذ أتيتنى رسولا وأنا بالمهدية، فقلت لك: «لتدخلن علىّ وأنا بمصر مالكا لها؟»

قال:

«نعم»

قال:

«وأنا أقول لك لتدخلنّ علىّ ببغداد وأنا خليفة».

فقال له الرسول:

«إن أمّنتنى ولم تغضب، قلت لك ما عندى».

فقال له المعز:

«قل وأنت آمن».

فقال:

«بعثنى إليك الملك ذلك العام، فرأيت من عظمتك فى عينى وكثرة أصحابك ما كدت أموت منه، ووصلت إلى قصرك فرأيت عليه نورا غطّى بصرى، ثم دخلت عليك فرأيتك على سريرك فظننتك خالقا، فلو قلت لى إنك تعرج إلى السماء لتحققت ذلك، ثم جئت إليك الآن فما رأيت من ذلك شيئا، أشرفت على مدينتك فرأيتها فى عينى سوداء مظلمة، ثم دخلت عليك فما وجدت من المهابة ما وجدته ذلك العام، فقلت إن ذلك كان أمرا مقبلا، وإنه الآن بضد ما كان عليه».

فأطرق المعز، وخرج الرسول من عنده، وأخذت المعز الحمّى لشدّة ما وجد، واتصل مرضه حتى مات.