فيها جهز الملك العادل نور الدين الأمير أسد الدين شيركوه من دمشق لقصد ديار مصر في جيش قوي، ومعه جماعة من الأمراء، وكان كارهاً لمسير شيركوه لكثرة ما رأى من حرصه على السفر. فرحل يوم الجمعة العشرين من شهر ربيع الأول، وشيعه السلطان إلى أطراف البلاد خوفاً من مضرة الفرنج، فسار على ميمنة بلاد الفرنج. وبعث مري ملك الفرنج إلى شاور يخبره بمسير شيركوه بالعسكر إلى مصر، فأجابه يلتمس منه نجدته، وأن المقرر من المال يحمل إليه على ما كان يحمل في السنة الماضية.
فسار مري بعساكره، وقد طمع في البلاد، على الساحل حتى نزل بلبيس، فخرج إليه شاور، وأقاموا في انتظار شيركوه. فبلغه ذلك، فنكب عن الطريق وهبط في يوم السبت خامس ربيع الآخر من وادي الغزلان إلى أسكر، وخرج إلى إطفيح قبلي مصر فشن الغارة هناك.