للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سنة خمس وأربعمائة (١)

فى المحرّم تزايد وقوع النار وكثر الحرق فى الأماكن، فأمر النّاس باتخاذ القناديل على الحوانيت وعلى أريافها؛ وطرحت السّقائف والرّواشن (٢) وأمر بقتل الكلاب، فقتل منها كثير. وعظم الحريق، ووقعت فى أمره شناعات من القول، فقرئ سجلّ فى الجوامع بزجر السّفهاء والكفّ عن أحوال تفعل، وأن يدخل الناس إلى دورهم من بعد صلاة العشاء.

فأغلقت الدّور والحوانيت والدّروب من بعد صلاة المغرب وكثر الكلام وعظم التّرحم فى الليل.

وفيه وصل على [بن جعفر] بن فلاح من الشام. ووصلت قافلة الحاج فى تاسع صفر من غير زيارة المدينة، وقد أصابهم خوف شديد، وهلك منهم خلق كثير من الجوع والعطش (٣).

وفيه ركب الحاكم مرتين، فرفعت إليه الرّقاع، فأمر برافعيها فحبسوا.

وحبس (٤) عدّة قياسر وأملاك مع سبع ضياع بإطفيح (٥) وطوخ (٦) على القراء والمؤذنين


(١) ويوافق أول المحرم منها الثالث من يوليو سنة ١٠١٤.
(٢) السقيفة: الصفة. والروشن: الكوة. القاموس المحيط.
(٣) اضطرب الحج فى هذه السنوات بسبب اضطراب الأحوال فى الحجاز وخروج الأعراب على الحجاج ونهبهم وسلبهم، وقد امتنع الحج من العراق لنفس السبب مرات، مثلا فى السنوات: ٤٠١، ٤٠٣، ٤٠٦، وقبل ذلك أكثر من مرة.
(٤) حبس بمعنى أوقف. والقياسر جمع قيسارية وهى السوق.
(٥) إطفيح من أعمال مركز الصف بالجيزة الآن. وكانت عاصمة إقليم الإطفيحية الذى يمتد جنوبا شرق النيل. انظر: الملوك: ٨٤٣:١؛ قوانين الدواوين: ١٠٢.
(٦) يورد ابن مماتى أسماء أربعة عشر موقعا تعرف باسم طوخ مضافا إلى اسم آخر. منها: طوخ الأقلام، طوخ البتنون، طوخ الجبل، طوخ الخيل، طوخ تنده، طوخ دمنو … وغيرها.