والحمير، وألا يركبوا السروج واللجم محلاةً، وأن تكون سروجهم ولجمهم بسيور سود، وأنهم يشدون الزنانير على أوساطهم، ولا يستعملون مسلما، ولا يشترون عبدا ولا أمة؛ وأذن للناس في البحث عنهم وتتبع آثارهم في ذلك؛ فأسلم عدة من النصارى الكتاب وغيرهم. وشدد الأمر عليهم، ومنع المكاريون من تركيبهم، وأخذوا بتسوية السروج والخفاف ومنعوا من ركوب النيل مع نواتية مسلمين.
واستدعى الحاكم حسين بن طاهر الوزان وكان منقطعا إلى غين الخادم الأسود وعرض عليه الوساطة فأجاب بشريطة أن يكون لكل قبيل من طوائف العسكر زمام عليهم يرجعون إليه، ويكون نظره على الأزمة، فيجعل لكل طائفة يوما ينظر في أمورهم وخاصة زمامهم فقط؛ ففعل ذلك، وخلع عليه. وفوض في الوساطة والتوقيع، وقرئ سجله بالقصر في تاسع عشر ربيع الأول. وأمر الحاكم فنقش على خاتمه: بنصر الله العظيم الولي ينتصر الإمام أبو علي.
وفيه أمر النصارى بعمل ركب السروج من خشب الجميز.
وقبض على جماعة بسبب اللعب بالشطرنج وضربوا وحبسوا.
وألزم النصارى أن يكون الصليب الذي في أعناقهم طوله ذراع في مثله، وكثرت إهاناتهم وضيق عليهم؛ وأمروا أن تكون زنة الصليب خمسة أرطال وأن يكون فوق الثياب مكشوفا، ففعلوا ذلك. ولما اشتدت عليهم الأمور تظاهر كثير منهم بالإسلام، فوقع الأمر بهدم الكنائس، وأقطعت بجميع مبانيها وبمالها من رباع وأراض لجماعة، وعملت مساجد وأذن في بعضها وبيعت أوانيها. ووجد في المعلقة بمصر وفي كنيسة