وحمل مال الأحباس من المودع إلى بيت المال الذي لوجوه البر، وطولب أصحاب الأحباس بالشرائط ليحملوا عليها.
ولما وقف على حبس عمرو بن العاص، وأن محمد بن أبي بكر كان قبضه وضرب عليه صافية لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب أهل الحق، وأن عمرو بن العاص إنما حبسه لما دعا إلى مصر في أيام معاوية، أخرج ذلك من كتاب أبي عمر الكندي القاضي النعمان بن محمد، فحمله إلى المعز فقال: هذا مال لنا، فليحمل إلينا مفردا من مال الأحباس، ففعل ذلك.
وفي ربيع الآخر ثارت المغاربة في صحراء المقابر، ونهبوا الناس، فأنكر المعز ذلك، وقبض على جماعة.
وفيه اعتل المعز واحتجب، فاضطربت الرعية، ولم يره أحد.
وفي جمادى الأولى أرجف بالقرامطة، وقوى الاستخراج، ومنع الناس من الحضور في الديوان لئلا يقفوا على مبلغه؛ وجلس المعز للناس، فسروا بسلامته.
وحمل أبو جعفر مسلم إلى المعز المصحف الكبير الذي كان يذكر أنه كان ليحيى بن خالد ابن برمك، وكان شراؤه أربعمائة دينار على مسلم، فلما رآه المعز قال: أراك معجبا به، وهو يستحق الإعجاب، ولكن نفاخرك نحن أيضاً.