للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سنة ست وأربعين وخمسمائة (١)

فيها جهّز أبو منصور علىّ بن إسحاق، المعروف بالعادل ابن السّلار، المراكب الحربية بالرّجال والعدد، وسيّرها فى ربيع الأول إلى يافا، فأسرت عدّة من مراكب الفرنج، وأحرقوا ما عجزوا عن أخذه، وقتلوا خلقا كثيرا من الفرنج بها. ثم توجّهوا إلى ثغر عكّا فأنكوا فيهم؛ وساروا منه إلى صيدا وبيروت وطرابلس فأبلوا بلاء حسنا، وظفروا بجماعة من حجّاج الفرنج فقتلوهم عن آخرهم (٢).

وبلغ ذلك الملك العادل نور الدّين محمود بن زنكى، ملك الشام، فعزم على قصد الفرنج ومحاربتهم فى البرّ، ولو قدّر ذلك لقطع الله دابر الفرنج، لكنّه اشتغل بإصلاح أمور دمشق (٣).

وعاد الأسطول مظفرا بعد ما أنفق عليه العادل ثلاثمائة ألف دينار. وسبب مسير الأسطول تخريب الفرنج للفرما.

وفيها قطع العادل بن السّلار جميع الكسوات المقررة للنّاس (٤) فى الدولة فعمّ ذلك الأمراء والدّواوين وغيرهم.


(١) ويوافق أول المحرم منها اليوم العشرين من أبريل سنة ١١٥١.
(٢) وعدد سفن هذا الأسطول سبعون مركبا حربية يذكر ابن القلانسى أنه لم يخرج مثلها فى السنين الخالية .. «إذ بلغت قدرا كبيرا من القوة وكثرة العدد والعدة والرجال». ذيل تاريخ دمشق: ٣١٥.
(٣) كان نور الدين يحاول أخذ دمشق، شجعه على ذلك ميل كثير من رجالها وأجنادها إلى الدخول فى طاعته وقد استعرض نور الدين جيشه فبلغ ثلاثين ألف مقاتل. وانتهت هذه المحاولة بصلح بين الطرفين بعد أن تعرض نور الدين بالمناوشة لأطراف المدينة فى مناطق الغوطة وداريا وجسر الخشب وطريق حوران - دمشق ولم يخرج أحد من أهل دمشق وأجنادها لحرية أو لمعاونته. ذيل تاريخ دمشق: ٣١٥ - ٣١٦.
(٤) يقول النويرى: وقطعت جميع الكساوى المرتبة للأمراء والدواوين عن أربابها وتوفرت.