للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شعبان توفى عصب الدولة الحسين بن مفلح ابن أبي صالح القلعي، وقد ساءت حاله وغلبه الدين. وفي ليلة الأحد تاسع عشره قتل الشيخ العميد محسن بن بدواس متولى بيت المال وجابي الضرائب. وفي يوم الاثنين ثاني عشر شهر رمضان توفى نزار بن حسين بن يمن الكتامي، متولى الشرطة السفلى بمصر، بعدما ساءت حاله. وفي رابع عشره توفى الشريف العباسي الرابض لدواب الحاكم بأمر الله، وكان شريرا، فلم يشهد أحد جنازته بغضاً له. وفي يوم الخميس سادس شوال توفى أبو عيسى ملامان بن محساس بن بيوط الكتامي، فصلى عليه الظاهر. وفي تاسعه توفى مخلص الدولة منصور البكجوري، أحد وجوه القواد الحمدانية القادمين من الشام، وترك ستين ألف دينار ورثها ابنه، فدفن في مقابر القاهرة. وفي ثالث عشريه توفى الأمير أبو هاشم العباس بن شعيب بن داود بن عبيد الله المهدي، ولي عهد المؤمنين كان، فدفن في تربة القصر، وترك ولداً اسمه مسلم. وفيه توفيت عائشة جارية الأمير عبد الله بن المعز لدين الله؛ وكانت من وجوه عجائز القصر؛ وخلفت أربعمائة ألف دينار. وفي يوم السبت رابع عشر ذي القعدة توفى جعفر بن أبي فروخ الكتامي الذي كان يتولى الشرطة بمصر. وفي سابع عشريه توفى أبو الفتح منصور المعروف بالتيني الشاعر، ودفن بمقابر القاهرة. ومن شعره:

شديدٌ من الدّنيا على الحرّ حاجة ... يؤمّ بها من ليس من نظرانه

وقال من أبيات:

وما الناس إلاّ كالنّبات: مصوّح ... ليذوي، ومخضرّ لينمى، ومعشب

يسربله ماء الشّباب نضارةٌ ... ويفرغ عنه حسنه حين ينضب

ومنها:

تفرّق أنواع المذمّات في الورى ... ويجمعها خلق الفتى حين يكذب

إذا كان للإنسان عقلٌ، فحيثما ... توجّه لاقاه صديقٌ ومكسب

<<  <  ج: ص:  >  >>