للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سنة أربع وأربعمائة (١):

فى محرم أمر ألاّ يدخل يهودى ولا نصرانى الحمام إلاّ ويكون مع اليهودى جرس ومع النصارى صليب. ونهى عن الكلام فى النّجوم، فتغيب عدّة من المنجّمين وبقى منهم جماعة وطردوا؛ وحذّر الناس أن يخفوا أحدا منهم، فأظهر جماعة منهم التوبة فعفى عنهم، وحلفوا ألاّ ينظروا فى النجوم.

وأمر بغلق سائر الدّواوين وجميع الأماكن التى تباع فيها الغلال والفواكه وغيرها ثلاثة أيام من آخر حزن عاشوراء؛ فلما كان يوم عاشوراء أغلقت سائر حوانيت مصر والقاهرة بأسرها إلاّ حوانيت الخبّازين. ونزل الذين عادتهم النزول فى يوم عاشوراء إلى القاهرة من المنشدين وغيرهم أفرادا غير مجتمعين ولا متكلّمين، فما اجتمع اثنان فى موضع. وخرج الحاكم فى أمره وبذيله القاضى إلى بلبيس، فنظر إلى العسكر المجهّز مع علىّ بن فلاح، وعاد من الغد، ورحل العسكر.

وأكثر الحاكم فى هذا الشّهر من الصّدقات وإعطاء الأموال الكثيرة جدا. وأعتق سائر مماليكه وجواريه. وفتح فيه الخليج يوم السابع عشر من مسرى والماء على أربعة عشر ذراعا وثمانية أصابع.

وفى أول صفر صرف القائد غين عن الشّرطتين والحسبة، وتقلدها مظفر الصقلبى حامل المظلة. وأذن لليهود والنصارى فى مسيرهم إلى حيث ساروا من بلاد الروم. وورد الخبر بوصول عساكر مصر ودمشق إلى الرملة وخروج العرب منها. وأمر ببناء جامع الإسكندرية وأطلق مالا كثيرا للصدقة والتفرقة.

وفيه جمع سائر الناس على اختلافهم بالقصر وقرئ عليهم سجل بأن أبا القاسم


(١) ويوافق أول المحرم منها الثالث عشر من يوليو سنة ١٠١٣.