للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الطّرقات فى ليل أو نهار سواء أكانت المرأة شابة أم عجوزا، فاحتبسن فى بيوتهن ولم تر امرأة فى طريق، وأغلقت حماماتهن، وامتنع الأساكفة (١) من عمل خفاف النساء وتعطّلت حوانيتهم.

وفى سادس عشره وقع فى الناس خوف وفزع من شناعة القول وكثرة إشاعته بأن السيف قد وقع فى الناس، فتهارب الناس وغلّقت الحوانيت فلم يكن سوى القلب. وضرب قوم خالفوا النهى عن بيع الملوخيّة والسمك الذى لا قشر له وشهّروا. وضرب كثير من النساء من أجل خروجهن من البيوت وحبسن. وقرئ سجلّ بالمنع من تفتيش المسافرين فى البحر والبرّ والنّهى عن التعرّض.

وفى رمضان صلّى بالناس فى الجوامع الأربعة: جامع القاهرة، والجامع خارج باب الفتوح، وجامع عمرو، وجامع راشدة (٢)؛ وتصدّق بأموال كثيرة؛ ودعا فوق المنابر بنفسه لعبد الرحيم بن إلياس، فقال: اللهم استجب منّى فى ابن عمّى وولّى عهدى والخليفة من بعدى، عبد الرّحيم بن إلياس بن أحمد بن المهدىّ بالله أمير المؤمنين، كما استجبت من موسى فى أخيه هارون.

وفيه ركب قائد القوّاد غين إلى القصر فى موكب عظيم، فخلع عليه. وضرب على السكة اسم عبد الرحيم ولّى عهد المسلمين. ومنع من عادته الطّواف فى الأعياد بالأسواق لأخذ الهبات من الرّجّالة والبوّاقين (٣). واجتمع الأولياء وغيرهم بالقصر فى يوم الخميس ثامن عشريه لسماع ما يقرؤه القاضى من كتب مجالس الحكم، فمنعوا من ذلك.


(١) الأسكف بالفتح والإسكاف بالكسر والأسكوف بالضم والسكاف كشداد والسيكف كصيقل: الخفاف. أو الإسكاف كل صانع سوى الخفاف فإنه الأسكف. القاموس المحيط.
(٢) جرت عادة الفاطميين على حضور ثلاث جمع فقط من رمضان، وكانوا يرتاحون الجمعة الرابعة. وقد صلى الحاكم جمعتين فقط أكثر من مرة. أما هذه السنة فقد صلى الجمعة أربع مرات دون راحة.
(٣) نافخى الأبواق.