للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الملك، أخت الحاكم، فانفصل عنها وهى غير راضية عنه، وخدم عند غين؛ ثم بعث إليها رقعة يستعطفها، فارتابت منه وسيّرتها فى طىّ درجها (١) إلى الحاكم، فأمر بقطع يديه وقد اشتد غيظه. ويقال بل كان عقيل صاحب الخبر يحمل الرّقاع بالخبر إلى القائد غين ليوصّلها إلى الحاكم وهى مختومة؛ فجاءه فى يوم بالرّقاع على عادته فدفعها غين إلى كاتبه أبى القاسم الجرجرائى حتى يجد فراغا فيحملها إلى الحاكم، ففك الجرجرائى الختم وقرأها، فإذا فى بعضها طعن على غين وذكره بسوء، فقطع ذلك الموضع من الرّقعة وحكّه وأصلحه، وأعاد الختم. فبلغ ذلك عقيلا فأوصله إلى الحاكم فأمر بقطع يديه.

وفى ثالث جمادى الأولى قطعت يد غين بعد قطع يد كاتبه الجرجرائى بخمسة عشر يوما، وكانت يده [الأخرى (٢)] قد قطعت قبل ذلك بثلاث سنين وشهر، فصار مقطوع اليدين (٣). ثم إن الحاكم بعث إليه بآلاف من الذهب وعدة [أسفاط] (٤) من الثياب وأمر بمداواته. وأبطل عدة مكوس من جهات كثيرة. فلما كان فى ثالث عشره أمر بقطع لسان غين فقطع (٥).

وفى رجب أمر برفع ما يؤخذ من الشّرطتين؛ وقتل الكلاب، فقتلت بأجمعها؛ وأبطل مكس الرطب ومكس دار الصّابون، ومبلغه ستة عشر ألف دينار؛ وأطلق أموالا جزيلة للصدقة. وأكثر من الركوب فى الليل. ونزل ليلة النّصف من شعبان إلى القرافة ومشى فيها وتصدّق بشئ كثير، وأبطل عدّة جهات من جهات المكس. ومنع النساء أن يخرجن إلى


(١) الدرج بالدال المفتوحة والراء الساكنة القرطاس الذى يكتب فيه، ويحرك. القاموس المحيط.
(٢) زيادة يقتضيها السياق.
(٣) «ولما قطعت يده حملت فى طبق إلى الحاكم فبعث إليه بالأطباء». الخطط: ٢٩٧:٢ - ٢٩٨.
(٤) ما بين الحاصرتين مضاف من الخطط: ٢٩٨:٢.
(٥) «وحمل إلى الحاكم فسير إليه الأطباء ومات بعد ذلك». نفس المصدر.